نشرت جريدة "نيويورك صن" مقالاً ل"يوسف ابراهيم" بعنوان "في حين يتزايد الاضطهاد في مصر..الاقباط المسيحيون يعبرون عن احباطهم تجاه البيت الابيض" بتاريخ 22 مايو 2010 في هذا المقال ، استوقفتني هذه الفقرة - وكل المقال تقريباً جدير بالوقوف عنده - نظراً للخبث الظاهر في طريقة "المصري اليوم" في نقلها. الفقرة هي.. Educated and skilled Egyptian Copts who migrated in large numbers in recent decades are talking to Congress, organizing lobbies, and making other efforts to be heard. وترجمتها بدقة هي"فالمصريون الاقباط المتعلمون الماهرون والذين هاجروا بأعدادٍ كبيرة في العقود الاخيرة يتحدثون الى الكونجرس ، وينظمون جماعات ضغط ، ويقومون بجهودٍ اخرى لايصال صوتهم" فكيف نقلت "المصري اليوم" هذا. لقد وضعت "المصري اليوم" عنواناً للمقال نصه "«نيويورك صن»: أقباط المهجر يشكلون جماعات ضغط فى الكونجرس.. و«محبطون» من «تجاهل» البيت الأبيض" بتاريخ 25 مايو 2010. عدم الدقة والتخابث واضحان هنا. فلم تقل مثلاً انهم يحاولون تشكيل جماعات ضغط على الكونجرس.. التخابث واضح في ترجمة الفعل [اورجانايز] والذي يعني "يرتب ، او ينظم" -وقد يؤتي ترتيبك أكُله وقد يخيب - وذلك بترجمته "يشكّل". ذلك ان الفعل "يشكّل" في اللغة العربية يعني "يمثل ، يكون ، يعتبر". مثلا الجملة "تشكل مصر نقطة الاستقرار في المنطقة" تعني ان مصر تمثّل نقطة الاستقرار في المنطقة وبالعودة ال نص المقال الاصلي نجد ان الجملة تقول "are talking to Congress, organizing lobbies" بمعنى "يتحدثون الى الكونجرس ، وينظمون جماعات ضغط". و"ينظمون" هنا بمعنى يرتّبون لا بمعنى يكوّنون او يمثّلون او يشكّلون. الخلاصة ان جريدة "المصري اليوم" تريد ان تلقي في روع القراء أن أقباط المهجر صاروا قوة لا يستهان بها حتى انهم اصبحوا " يشكلون جماعات ضغط فى الكونجرس" وهذا محض هراء. يا ليتهم حتى - ذراً للعيون - قالوا " يشكلون جماعات ضغط على الكونجرس" ولكنهم اصروا على " يشكلون جماعات ضغط فى الكونجرس ومعلوم ان جماعات الضغط التي تشكّل ضغطاً " في الكونجرس" او "على الكونجرس" هي الجماعات التي لها وجود سياسي واقتصادي طاغٍ ولها اعضاء كثيرون منتخبون بالمجلس ويمكنها بأموالها وآلتها الاعلامية الجبارة المساهمة في منع او ايصال المرشحين الى الكونجرس. اين هذا من وضع الاقباط المسيحيين الذين ان حظوا بمقابلة عضو او اكثر من الكونجرس او قاموا بمظاهرة لا تتعدى الفاً او الفين اقاموا الدنيا ولم يقعدوها فيا ايتها "المصري اليوم" رفقاً بمصر وكفى تغريراً بعقول القراء.. مقال "نيويوك صن" http://www.nysun.com/foreign/coptic-christians-voicing-frustration-with-white/86971 مقال "المصري اليوم" http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=256379&IssueID=1781 الجزار - كندا