خيم الحزن على المعتصمين من الحركات والأحزاب السياسية الرافضة للانقلاب العسكري عقب مجزرة النصب التذكاري، إلا أن منصة عمر مكرم وسيارات الهتاف وجهت إلى جميع الثوار الذين ظهر على وجوههم .. علامات الغضب مؤكدةً لهم أن الثورة سلمية وستظل سلمية مهما أريقت من دماء الثوار. وطالبت المنصة جميع الشباب بضبط النفس، وقالت إن الداخلية تحاول استفزازهم للخروج عن سلميتهم وهذا لن يكون، لأن الثوار الأحرار يعون الدرس ويتنبهون للفخ. وفي ذات السياق، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مسجد عمر مكرم بأسيوط من مؤيدي الشرعية، للتنديد بمذبحة المنصة التي راح ضحيتها 200 شهيد منهم ثمانية من أسيوط، ومن بينهم خمسة أساتذة من جامعة الأزهر، حيث سيطرت مشاعر الحزن والغضب على جميع المتظاهرين والذين توافدوا على المحافظة من كل مكان واكتظت بهم شوارع المحافظة. وردد المتظاهرون هتافات: "وحياة دمك يا شهيد ثورة تاني من جديد"، "وأشهد أشهد يا الله شرعك هو اللي اخترناه" و"قول متخفش السيسي لازم يمشي". واستنكر التحالف الوطني لدعم الشرعية والذي يضم أكثر من 12 حزبًا وحركة سياسية، موقف الإعلام المصري سواء الحكومي أو الخاص تجاه الآلاف من شعب مصر الذين سقطوا برصاص الداخلية بين قتيل وجريح في الوقت الذي جعل من قضية حمادة صابر المسحول قضية رأي عام، وظلت القنوات الخاصة ببرامجها المشبوهة تتناول القضية باعتبارها قضية رأي عام موجهة هجوم شرسًا على الداخلية، الأمر الذي دفع وزير الداخلية محمد إبراهيم بفتح تحقيق فوري وتقديم اعتذار للشعب على الهواء في حين تأكده أن الحدث مصطنع وبأن بطله حمادة صابر بلطجي، وسبق استخدامه في مثل هذه القضايا. وذكر البيان أنه على الرغم من وقوع مئات الضحايا وآلاف المصابين اليوم على مرأى ومسمع من الشعب كله بعدما قامت القنوات المحلية والعالمية بالتقاط صور حية للداخلية بسياراتها وهي تدهس المعتصمين السلميين وتطلق عليهم الرصاص الحي في أماكن قاتلة في الرأس والصدر، في مشهد أعاد للأذهان ما حدث في ثورة 25 يناير يخرج وزير الداخلية في مؤتمر صحفي معيب، محاولاً خداع الناس، قائلاً إن الداخلية لم تطلق رصاصة واحدة. كما استنكر التحالف الوطني لدعم الشرعية بأسيوط ما تبعه من تناول لكل قنوات الإعلام لكلام الوزير على أنه مصدق به، ومحاولتهم إظهار الضحية أنهم جناة، وكأن الشعب لا يرى ولا يسمع ولا يفهم. كما تعالت صرخات وهتافات الثوار ضد الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر بالمشاركة في حرب الإبادة الجماعية، خاصة مذبحة النصب التذكاري التي تمارسها الداخلية المصرية بمباركة من الجيش المصري، وأنه رغم سقوط الآلاف من أبناء جامعة الأزهر أساتذة وطلاب إلا أن هذه الأحداث لم تحرك ساكناً لشيخ الأزهر.