رحبت الكنائس المصرية بدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، بالنزول للدعوة للتظاهر يوم الجمعة القادمة لإعطائه تفويض للجيش والشرطة لمواجهة العنف والإرهاب. وقال القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، إن الكنيسة ترحب بدعوة السيسي وتراها موفقة جدًا، مؤكدًا أن الكنيسة الأرثوذكسية تصلي من أجل القيادة السياسية للبلاد. وقال الدكتور أندريا ذكي، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، إن الجيش يحتاج "دعمًا شعبيًا للقضاء على الإرهاب، واتفق معه الأنبا يوحنا قلته نائب بطريرك الكاثوليك، مطالبًا ملايين المصريين بالخروج لتلبية دعوة السيسي للقضاء على الإرهاب، بحسب قوله. وقال هاني رمسيس، عضو المكتب السياسي لاتحاد شباب، أرى أن دعوة الجيش المصري وعلى رأسه الفريق السيسي هي إعلان للعالم كله أنه لم يحدث انقلاب. ودعا رمسيس الشعب المصري إلى الاحتشاد بالميادين ليقدموا نموذجًا آخر للسلمية، كما قدمناه في 30 يونيه بدون إراقة دماء، مشيرًا إلى إذا اختار أنصار الرئيس المعزول ممارسة العنف، كما اعتادوا فعلى الجيش أن يتعامل معهم وفقًا للقانون وحقوق الإنسان، فيما أصدر بيت العائلة المصرية بيانًا قال فيه: "يناشد بيت العائلة المصرية - بوصفه الهيئة المدنية الوطنية التي تجمع الأزهر الشريف والكنائس المصرية - جميع المصريين أفرادًا، وجماعات، وأحزابًا، وهيئات، ومؤسسات بلا استثناء كل في موقعه الرجوع إلى مواجهة النفس ومحاسبة الذات وتنقية الروح والعقل والإيمان بالله وإخلاص النية له، واستعادة القدرة على قبول التنوع وحق الاختلاف بالرحمة والمحبة والعدل لمستقبل الوطن وهو أمانة عليا في عنق الجميع والكل مسئول حسب موقعه أو إسهامه أو إيجابياته أو سلبياته أن يضع كل هؤلاء وأولئك مصر ووحدتها وسلامة أمنها وكل مقدراتها فوق كل المصالح الآنية والفردية والحزبية، مذكرًا أن التاريخ لن يرحم أحدًا ولن يتسامح مع كل من يفرط في حبة رمل أو قطرة دم، أو جهد أو مال أو عرق لا يوجه لسلامة مصر وأمنها. في السياق رحب الناشط القبطي "شريف رمزي"، مؤسس حركة "أقباط بلا قيود" بخطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي اليوم، مُعتبرًا أن الخطاب قد تضمن قدرًا كبيرًا من المُكاشفة والشفافية، وثمن "رمزي" ما اعتبره إصرارًا من جانب القوات المُسلحة على حماية الإرادة الشعبية التي جسدها خروج ملايين المصريين في ثورة 30 يونيه. ومن جهة أخرى أبدى "رمزي" تحفظًا حيال دعوة "السيسي" لمن أسماهم "المصريين الشرفاء" للنزول إلى الشارع الجمعة القادمة من أجل تفويض الجيش لمواجهة أي عنف أو إرهاب مُحتمل. وقال "رمزي": "في أي بلد مُتحضر تملك مؤسسات الدولة القانونية التفويض اللازم للتعامل مع الأزمات بموجب الدستور، وطلب السيسي "تفويضًا شعبيًا" جديدًا لا نراه مبنيًا على أساس قانوني، لأنه من غير المعقول ولا المقبول أن يمنح الشعب للمؤسسة العسكرية "صكًا على بياض" للتعامل مع أزمة قد تحتاج لمخرج سياسي أو قانوني، وفي هذه الحالة سيُشكل احتمال اللجوء للقوة تهديدًا يضع أمن المجتمع كله على المَحك". أضاف "رمزي": "أعتقد أن الفريق السيسي يحتاج لدعم شعبي أمام المجتمع الدولي ودول الغرب على وجه الخصوص، لكن الاستناد على هذه الدعم سيُعيد إلى الغرب ذكريات المرحلة الناصرية، وسيرى البعض في دعوته الجماهير للاحتشاد أمام خصومهم نوعًا من الهتلرية أو الفاشية في وقت نحتاج فيه أكثر ما نحتاج إلى كسب ثقة المجتمع الدولي وإظهار أن التحرك الشعبي في مصر عفوي وسِلمي وغير مدفوع من أي جهة".