خفضت مصانع الحديد عدا مصنعى "عز" و"الجارحى" أسعارها رسميا منتصف شهر مايو، بما يتراوح بين 200 و300 جنيه للطن، فى محاولة لتحريك المبيعات التى شهدت تراجعا حادا منذ نحو 6 أسابيع. فقامت شركة بشاى للصلب - ثانى منتج للحديد فى السوق - بتخفيض أسعارها بمقدار 200 جنيه للطن، ليصبح سعر تسليم المصنع 3600 جنيه، وهو ما انسحب على بقية المصانع الاستثمارية التي انزلت أسعارها بمقدار 300 جنيه، ليصل سعر تسليم المصنع إلى أقل من 3450 جنيهاً. فى المقابل، حافظت شركتا حديد "عز" والبحر الأحمر للصلب "الجارحى" على سعر البيع، الذى أعلنتاه بداية مايو، المقدر ب3800 جنيه للطن، بحسب صحيفة المصري اليوم. وقال هاشم الدجوى - موزع -، إن مبيعات الحديد شبه متوقفة منذ بداية الشهر، مضيفا أن حالة الركود الحاد التى أصابت السوق منذ شهرين غير مفهومة، ولا توجد لها أسباب منطقية. وأشار الدجوى إلى أن تراجع الطلب قاوم اتجاه المصانع لرفع الأسعار، بعد أن قامت بزيادتها بنحو 25% بداية شهر أبريل ، بواقع 830 جنيها فى الطن، غير أنها عادت وخفضت الأسعار لشهر مايو بنحو 300 جنيه للطن فى ظل حالة السوق الحالية، وذلك قبل أن تقوم بعض الكيانات عدا "عز " و"الجارحى" بتخفيضات جديدة فى الأسعار منتصف الشهر . ولفت إلى تعرض المستوردين أيضا لخسائر تصل إلى نحو 500 جنيه للطن، بسبب انخفاض الأسعار، موضحا أن سعر طن المستورد بلغ 3500 جنيه، بدلا من 4200 جنيه في ابريل. من جانبه، أكد هشام الجهينى - تاجر-، ان مبيعات الحديد انخفضت خلال شهر مايو بنسبة تصل إلى 80%، مرجعا ذلك إلى الزيادة غير المنطقية للأسعار فى أبريل، وانتهاء معظم مشروعات الإسكان، خاصة مشروع "ابنى بيتك" الذى ساهم فى رواج حركة العقارات. وأشار الجهينى الى أن انخفاض الأسعار العالمية نهاية ابريل، أعطى مؤشراً للمستهلك المحلى بأن الأسعار ستواصل الهبوط إلى أدنى نقطة خلال الفترة المقبلة، وهو ما تحقق بشكل نسبى خلال الأيام الأخيرة، متوقعا عودة الطلب مع دخول موسم الصيف وعودة العاملين من الخارج. أما سمير نعمانى - مدير المبيعات بمجموعة عز للصلب- فوصف حالة الركود الحالية ب"غير المفهومة وغير المنطقية"، مشيرا إلى أن الشركة ملتزمة بتحديد سعر البيع مطلع كل الشهر، ولن تخفض أسعارها فى منتصف الشهر مثل بقية المصانع. وأضاف نعمانى أن تخفيض الأسعار لن يحرك الطلب المتوقف، معتبرا أن المصانع التى خفضت أسعارها تخسر بسبب تكلفة الإنتاج الكبيرة، كما أن المستوردين حققوا خسائر باهظة بسبب تخفيض الأسعار. وتوقع ألا يستمر الوضع الحالى طويلا، خاصة مع دخول موسم الصيف وانتعاش حركة البناء والتشييد على مستوى الجمهورية. وتشير تقارير دولية صادرة عن "ستيل فوربس" المتخصصة فى أبحاث الصلب إلى احتمالات عودة صناعة الصلب العالمية للانتعاش بشكل أسرع من المتوقّّع بعد الركود.