كشف مصادر مطلعة، أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حمل خلال زيارته الخاطفة إلى القاهرة أمس الأول مبادرة تركية للخروج من الأزمة العاصفة التي تشهدها البلاد،وتتمثل في إمكانية إجراء استفتاء شعبي حول مصير الرئيس المعزول محمد مرسي، و"خارطة الطريق" التي أصدرتها القوات المسلحة للمرحلة الانتقالية. وتتضمن المبادرة الإفراج عن مرسي وقيادات جماعة "الإخوان المسلمين"، والانخراط في حوار وطني موسع للخروج من الأزمة. وطرح العاهل الأردني المبادرة على الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وعلى المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت خلال لقائه معهما، إلا أنه اصطدم برفضهما، رافضين قيام تركيا بدور الوسيط، بعد أن انتقدا ما اعتبراه تدخلاً في الشئون الداخلية لمصر، ومحاولة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التعامل مع مصر ك "ولاية عثمانية"، وفق المصادر ذاتها. وأشارت إلى أن زيارة الملك عبدالله وهي الأولى لزعيم عربي للقاهرة منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي كانت مقررة لمدة يومين، إلا أنه قطعه بعد ساعتين فقط من وصوله، بعد أن رفض الفريق السيسي والرئيس المؤقت التعاطي مع المبادرة التركية، لافتة إلى أن تحركه جاء بعد اتصالات أجراها مع الجانب التركي وحركة "حماس" التي طلبت تدخله لوقف هدم الأنفاق. في غضون ذلك، ترددت أنباء عن تقديم الجيش عرضًا لجماعة الإخوان المسلمين يقضي بالخروج المشرف للرئيس مرسي من السلطة، والسماح له بالسفر للخارج هو أسرته، وعدم فرض أي حظر على ممارساته السياسية، وإمكانية ترشحه في انتخابات الرئاسة القادمة، والإفراج عن قادة جماعة الإخوان وعدم التضييق على أنشطتها أو أنشطة ذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة". وأفادت المصادر أن عددًا من قادة مكتب الإرشاد وحزب "الحرية والعدالة" عقدوا اجتماعًا مساء أمس؛ لبحث هذا العرض وتسليم الرد عليه للوسطاء. إلا أنها رجحت أن ترفض الجماعة هذا العرض لعدم تضمنه عودة مرسي للسلطة، أو حتى الاستفتاء على استمراره في السلطة وعلى "خارطة الطريق" التي طرحها الجيش. من جانبه، قال الدكتور محمد عماد الدين، عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، إنه لا يوجد عرض محدد قدم لجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة لتسوية الأزمة بين الجيش والجماعة، مؤكدًا أن لقاءات الجماعة مع موفدين غربيين لم تتجاوز التشاور حول سبل الخروج من الأزمة. وأوضح أن الحديث عن وجود وساطة تركية بين الجيش وتحالف دعم الشرعية لا أساس له من الصحة، خاصة في ظل وجود أزمة دبلوماسية بين القاهرة وأنقرة واتهامات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل في شئون مصر. ونفى علمه بما تردد عن موافقة الجيش على خروج مشرف للرئيس مرسي من السلطة والسماح له بالسفر للخارج مقابل مغادرة المعتصمين للميادين.