واصل المتظاهرون في محيط جامعة القاهرة اعتصامهم للأسبوع الثالث على التوالي، للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، وأكدت المنصة الرئيسية استمرارهم في الاعتصام واتخاذ خطوات تصعيدية على رأسها قطع الطريق الدائري ومحور 26 يوليو.. بشكل دائم حتى يتم الإفراج عن الرئيس المعزول، مشيرة إلى أن قطع كوبري 6 أكتوبر مجرد خطوة أولى، وأنهم يعتزمون خلال الأيام القادمة احتلال جميع الميادين لعودة مرسي. وشدد المعتصمون على أن الأيام المقبلة ستكون بمثابة حياة وموت لهم، فإما الانتصار وعودة الشرعية مجددًا، وعودة مرسي إلى الحكم أو الموت في سبيل الدفاع عن ذلك، مشيرين إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تغيرًا في الحالة السياسية، لأن كثيرًا من المواطنين سينضمون لهم بعد أن أدركوا لعبة الجيش بقيادة الفريق السيسي. وقال الدكتور عزب مصطفى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن القوات المسلحة والشرطة تطلق النار على المؤيدين للشرعية، بينما تقابل المتظاهرين من تمرد بالأغاني والورود والابتسامات، مشيرًا إلى أنهم سيقابلون هذا الأمر بصدور عارية وأن المعتصمين بالميادين والشوارع أكدوا أنهم سيقابلون طلقات النار بالصمود والاعتصام والصبر ولن يترك أحد الميادين إلا بعودة الشرعية والرئيس محمد مرسي. وقاد الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف المستقيل، مسيرة تضم الآلاف من مؤيدي الرئيس من ميدان النهضة متجهة إلى ضواحي الجيزة، للمطالبة بعودة الرئيس المعزول مرددين هتافات منددة للفريق السيسي، ومؤيدة للشرعية وللرئيس محمد مرسي. وأوضح عفيفي أن الإعلام من الأسلحة الكبرى التي يتوارى من خلفها الباطل فهم يلبسون الحق بالباطل وهي رسالة وجهها لمن يعطون آذانهم للإعلام، مضيفًا أن هذا الصراع يبذل الجميع فيه جهده. وفي الوقت ذاته، انضمت عدة مسيرات إلى صفوف المعتصمين قادمة من مسجد الاستقامة،كما انضمت مسيرة من مسجد أسد بن الفرات، بالدقي على رأسها الدكتور باسم عودة، وزير التموين السابق، كما وصلت مسيرة أخرى من مسجد خاتم المرسلين بالجيزة. وقالت سمية محفوظ، عضو أمانة المرأة بحزب الحرية والعدالة، إن مؤيدي الشرعية الذين يقفون بالملايين في الميادين لن تتركها حتى عودة الرئيس مرسي، مشيرة إلى أن هذه الملايين لن تتراجع عن التضحية، فنحن ننتظر النصر أو الشهادة فالمسألة مسألة صبر ليس إلا ونحن لا نمل. فيما ألهب محمود شعبان، أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف الشهير ب"هاتولي راجل"، حماس المعتصمين، وطالبهم بالثبات والمرابطة في الميادين حتى يعود الحق إلى أصحابه ويعود الدكتور مرسي رئيسًا للبلاد. واستنكر شعبان الموقف المتخاذل من الشيخ أحمد الطيب، إمام الأزهر الشريف، وموقفه المؤيد للانقلاب العسكري، موضحًا الفرق بين دور الأزهر في سابق عهده لنصرة الإسلام وعزة المسلمين إلى وقوفه في هذه الأيام لجانب الظالمين والطغاة. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، ألقت إحدى طائرات القوات المسلحة بيانًا على المتظاهرين والمعتصمين، لدعوتهم إلى مراجعة أنفسهم لفض الاعتصام، حقنًا للدماء. وفي المقابل رفض المعتصمون البيان، مؤكدين أن هذا البيان هو والعدم سواء مشددين على ثبات موقفهم باستمرار الاعتصام وعدم التحرك من الميدان لحين عودة الدكتور محمد مرسي الرئيس الشرعي والمنتخب إلى مكانه الطبيعي مرة أخرى. وفوجئ المعتصمون في ميدان النهضة بسيارة سوداء تهاجم اللجان الشعبية المرابطة خارج محيط الاعتصام ، ما تسبب في مقتل شخصين وإصابة أكثر من 70 شخصًا بالإضافة إلى مقتل السائق.