فيما يبدو أنه إعادة لسيناريو جبل الحلال في أغسطس من العام الماضي حين قامت أجهزة الأمن بحصار لمنطقة جبل الحلال بدعوى اختباء مجموعة من العناصر المسلحة بداخله ، بدأت قوات الأمن حملة ضخمة تهدف إلى القضاء على كافة البؤر الإرهابية بوسط سيناء وخاصة بمناطق المغارة وجبل الحلال ويشارك في الحملة قوات من الأمن المركزي والقوات الخاصة وعدد من المديريات المجاورة لشمال سيناء. يأتي ذلك فيما تمكنت أجهزة الأمن من كشف هوية منفذي هجوم الجورة ، الذي استهدف سيارتين أحداهما تابعة لقوات حفظ السلام بسيناء وأخرى كان يستقلها مأمور قسم الشيخ زويد ورئيس مباحث القسم . وتعرف أهالي الانتحاريين علي جثتي القتيلين وتبين أن الأولي تخص عيد محمد سليم زيود الطالب بكلية أصول الدين وهو ابن عم سليم عطا الله الذي قتل في جبل المغارة في اليوم الأول للمواجهات مع قوات الشرطة عقب تفجيرات دهب ، وشقيق سالمان الذي قتل أيضا في المواجهات وتعرف والده علي جثته بمشرحة مستشفي العريش العام أما المتهم الثاني فهو عيد سلامة عماد الطراوي 25 سنة وهو احد العناصر الإرهابية الخطرة المطلوبة علي خلفية تفجيرات طابا وشرم الشيخ وهو قيادة بارزة في الجناح العسكري لتنظيم التوحيد والجهاد . وقد أكدت زوجة القتيل بعد عرض ما تبقي من الجثة وبينها الوجه عليها أن القتيل هو زوجها فيما نفي أشقاؤه أن تكون الجثة لشقيقه وكانت جهات التحقيق قد استدعت أهالي القتيل الذين سقطوا في المواجهات مع الشرطة بجبل المغارة وعددهم ستة قتلى. وكانت مفاجأة لوالد القتيل سالمان أن يجد بين الرؤوس في دولاب المشرحة رأس ابنه الأصغر عيد وأكد الأب أن ابنه عاد من القاهرة قبل الحادث بأيام بشكل مفاجئ وخرج يوم الحادث مبكرا تاركا متعلقاته الشخصية وكل ما يثبت هويته في المنزل، واخبر والديه انه ذاهب للبحث عن عمل مؤقت لاحتياجه للمال إلا أنه لم يعد. وأكد الأب أن عيد لم يكن متطرفا ولم تكن له أية توجهات سياسية أو فكرية إلا انه كان مسلوب الإرادة تماما في مواجهة أخيه الأكبر وقد داهمت أجهزة الأمن منزل الانتحاري عيد. وتبين أن ملامحه مطابقة تماما لصورة الشخصية وصورته في البطاقة وصورته وكارنيه الكلية وأن عيد هو الذي عهد إليه بتفجير نفسه أمام سيارة الشرطة بعبوة ناسفة كان يلفها حول وسطه وتناثرت أشلاؤه ولم يبق منه سوي الرأس فقط. وأما عيد سلامة الطراوي الذي تعرفت زوجته علي رأسه فإن حسم هويته مازال بانتظار تحليل الحامض النووي والبصمة الوراثية . يذكر أن بين من لقوا مصرعهم في المواجهات مع قوات الأمن في سيناء في الشهور الأخيرة الدكتور خالد مساعد الذي أسس الخلية المسلحة بسيناء منذ عدة سنوات، وطلب مرسي وموسي بدران وكانا عضوين نشطين بالخلية ومازال الساعد الأيمن للدكتور نصر خميس الملاحي حيا تطارده الأجهزة الأمنية ويتوقع سقوطه قريباً . وكان قتلي جبل المغارة الستة قد فروا من دهب والجورة عقب التفجيرات واحتموا بالجبل حتى داهمتهم قوات الأمن وترجح الجهات الأمنية وجود عديد من العناصر غير المألوفة لديها والتي ليست لديها جرائم سابقة مماثلة بين أعضاء التنظيم وتواصل أجهزة الأمن ملاحقتها لكشف مخططاتها في سيناء وغيرها .