أسعدنى بوجه عام ما تلقيته من ردود وتعليقات على ما كتبتُ بخصوص تعامل "الإخوان المسلمون" مع أزمة طظ (خذلونى الإخوان : 30/4/2006) ، وأسعدتنى بوجهٍ خاصٍّ رسالةٌ رقيقةٌ كتب صاحبها بعد توقيعه "الإخوان المسلمون بالشرقية" وقال فيها نصًّا : "(...) أضم صوتى إليك . كان ينبغى لفضيلة المرشد أن يقدم اعتذاراً أكثر صراحةً . قصدى .. رغم أنه اعتذر ضمناً عدة مرات عندما قال مش قصدى ، ولكن الاعتذار الصريح كان أفضل " ، وهذا بالضبط هو ما قصدتُه .أما "الأخ"! الذى كتب إلىَّ من أقصى اليابان شاتماً ؛ فلا أعلق على صنيعه إلا بأن أقول له بصدق : سامحك الله ! ... ... وأود أن أوجز تعقيبى على هذه التعليقات فى نقاط مكثفة .. من ذا الذى ما ساء قطّ ؟! / ومن له الحُسْنَى فقطْ ؟! (حاشا أنبياءَ الله المعصومين .. عليهم جميعاً أفضل الصلوات وأتم التسليم) . نقدُ أى إنسان فى مسألة لا يعنى أبداً الانتقاصَ من قَدْره أو إغفالَ أشيائه الحسنة . على قدر قيمة المرء أو الجماعة تكون ضرورة ألا يُقصَّر فى واجب النصيحة والتعاون على البر والتناهى عن المنكر . يجب على من يطرح نفسه بديلاً لنظام فاسد غاشم جَهول أن يتحاشى أخطاءه وخطاياه لكى لا يعيد إنتاج المأساة ! أكاد أشَمُّ رائحةَ "فاشية" و"شمولية" فى الأفق ! أكاد أسمع شعاراً خاطئاً وخطيراً : لا صوتَ يعلو فوق صوت "شتم" النظام ! من أولى بَدَهيات علاقة المسلم بالناس (لا المسلمين فقط) حُسنُ الظن واعتبارُ البراءة الأصلية . أما الاعتداء على أحدٍ بما يسوؤه ؛ فليس من خُلُق الإسلام الذى نعرف فى شىء ! وأخيراً .. لنتذاكر دائماً كلمةَ سيدنا محمد صلوات الله عليه النبيلة : ! "ألا .. لا يمنعنَّ رجلاً (وبالطبع .. أو امرأةً) هيبةُ الناس أن يقول بح قٍّ إذا علمه" (رواه أحمد والترمذى وابن ماجه وغيرُهم .. عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ، وهو صحيح) . ... ... اعتذار : ثمة ما يجب علىَّ الاعتذارُ عنه .. فقد نبهتنى ملاحظةُ أستاذى الجليل الدكتور حسن الشافعى أمتع الله بطول بقائه ، ومتعه بالعافية خللاً ما ببيت أبى تمام ، الذى ذكرتُه آخرَ المقال ، إلى مراجعة ديوان أبى تمام حيث وجدتُ رواية البيت الصحيحةَ والمختلفةَ قليلاً : فإن يكُ جُرمٌ عَنَّ ، أو تكُ هفوةٌ / على خطأٍ منى ؛ فعذرى على عَمْدِ فشكراً لأستاذى الجليل الدكتور حسن الشافعى ، ولصديقى العزيز الشاعر عبدالمنعم رمضان الذى راجع معى احتمالات الروايتين العروضية .. وعذراً من القراء الكرام ، وأيضاً من العم الكبير أبى تمام ! [email protected]