كشفت مصادر مطلعة داخل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ل "المصريون"، أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تراجع عن موقفه الرافض للبقاء في منصبه بعد انتهاء ولايته الحالية في مايو 2011، وأبدى تجاوبًا مع المساعي المصرية للعدول عن موقفه مرحبًا بالترشح لولاية ثالثة. جاء ذلك بعد أن كانت الأنباء تشير إلى توتر في العلاقة بين القاهرة والأمين العام إثر انتقادات وجهه له وزير الخارجية أحمد أبو الغيط للتدخل في الشئون الداخلية المصرية والإدلاء بتصريحات حول انتخابات الرئاسية القادمة، بشكل اعتبره الوزير المصري يخالف صلاحيات الأمين العام للجامعة العربية. وكان موسى أعلن نهاية العام الماضي أنه لن يترشح لفترة جديدة، بعد أن اعتبر أنه فعل ما بوسعه خلال الفترة التي أمضاها بالمنصب ولن يفعل أكثر مما فعل، وحاولت مصر مرارًا إقناعه بالعدول عن موقفه إلا أنه رفض التجاوب، وهو ما فتح باب التكهنات واسعًا حول خليفته المحتمل، بموازاة جهود تقودها الجزائر لتدوير منصب الأمين العام وعدم قصره على دولة المقر. لكن مصر عاودت المحاولات لإقناعه بالتمديد له في منصبه، وذلك في إطار مساعيها لإبقاء المنصب مصريًا، خاصة بعد تحفظ عدد من الدولة العربية على الأسماء المرشحة لخلافة موسى، ومن بينها أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، والدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، والدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب. وتوجت تلك المحاولات بتراجع موسى عن رفضه، حيث أبدى أخيرًا موافقته على القبول بالترشح لولاية ثالثة بترحيب شديد في الأوساط الدبلوماسية المصرية، خاصة وأن هذا يقطع الطريق على محاولات الجزائر وقطر لطرح مسألة تدويل المنصب خلال القمة العربية المقررة بالعراق في العام القادم. وأفادت المصادر، أنه من المرجح أن يقوم الأمين العام بجولة عربية خلال الأشهر الأخيرة من هذا العام لضمان انتزاع موافقة الدول الأعضاء بالجامعة على استمراره في منصبه خلال عملية التصويت في العام القادم، مرجحة أن يتمكن من انتزاع هذا الدعم خاصة وأنه يرتبط بعلاقات وثيقة مع أغلبية الدول العربية.