قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أنه بعد أسبوع واحد من الإطاحة بحكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، أصبح من الواضح أن الجيش المصري يقوم بمناورة خطرة للغاية قد تدفع بالبلاد إلى حرب أهلية من شأنها إضافة صدمة جديدة للشرق الأوسط المضطرب بالفعل. وانتقدت الصحيفة في افتتاحيتها إصدار النيابة العامة مذكرات اعتقال بحق عدد من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في جماعة الإخوان بمن فيهم مرشد الجماعة بتهمة التحريض على العنف، الذي أدى إلى الاشتباكات الدموية أمام مبنى الحرس الجمهوري يوم الاثنين الماضي. ووصفت الخطوة بأنها "مشينة" نظرًا إلى أن أكثر من 50 متظاهرًا معظمهم من العزل تعرضوا للقتل من قبل قوات الجيش والشرطة، فيما أصيب مئات آخرون، لأنهم كانوا يطالبوان بإطلاق سراح مرسي وإعادته لمنصبه كرئيس للبلاد. وحذرت من أن قتل مؤيدي الرئيس المعزول ومهاجمة جماعة كاملة قد يدمر الأمل في إمكانية حدوث عملية ديمقراطية، كما قد يدفع الإخوان المسلمين نحو التطرف العنيف. وترى الصحيفة أن هناك العديد من الأسباب للشعور بالقلق تجاه خطة الجيش للمرحلة الانتقالية، والتي تم وضعها يوم الثلاثاء الماضي، فالإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المؤقت، عدلي منصور، جعل من الواضح أن سلطة الحكومة ستأتي فقط من القائد الأعلى، الفريق أول عبد الفتاح السيسي. ويقول الخبراء إن الإعلان الدستوري الجديد يكرر العديد من أخطاء المرحلة الانتقالية السابقة بما فيها تحصين الجيش من الرقابة المدنية، كما أنه تمت كتابته سرًا بلغة غامضة وبشكل يتجاهل بعض المفاهيم مثل حماية الحقوق المدنية. وعلاوة على ذلك فإن الجدول الزمني لتعديل الدستور، وعرضه للاستفتاء، وإجراء انتخابات جديدة يبدو سريعًا للغاية بشكل لا يتيح لبناء توافق بين الفصائل المستقطبة في مصر، وهذا الاندفاع قد يجعل العملية الانتقالية أقل ديمقراطية وتمثيلاً لجموع المصريين من العملية الانتقالية السابقة من الحكم العسكري لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي. واعتبرت الصحيفة أنه في الوقت الحالي يبدو أن إعادة مرسي لمنصبه أمرًا مستحيلاً تقريبًا، ومع ذلك فإن مصر في حاجه لأن تنتقل من السيطرة العسكرية لحكومة مدنية منتخبة، ولكن لابد من القيام بذلك بطريقة مدروسة بشكل أكبر وأكثر شمولاً ودوامًا. وأشارت إلى أن تأثير السعودية ودول الخليج الأخرى التي تعارض الإخوان المسلمين وتفضل الحكم الاستبدادي، أصبح واضحًا بعد سقوط حكم مرسي من خلال تقديم مليارات الدولارات من الدعم للاقتصاد المصري المنهار. ولفتت الصحيفة إلى أنه من المثير للشكوك أن أزمة نقص الوقود وغيرها من المشكلات التي كانت تعاني منها مصر في أيام حكم مرسي اختفت الآن في ظروف غامضة. ودعت الصحيفة الحكومة الأمريكية إلى دفع مصر باستمرار تجاه مسار ديمقراطي سلمي، معتبرة أن تسليم طائرات ال(إف - 16) الأمريكية الصنع لمصر الآن سيعد أمرًا استفزازيًا. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن هناك عبئًا خاصًا على الليبراليين والعلمانيين الذين يعدون القوة الدافعة وراء ثورة 2011 والإطاحة بمرسي، لتجاوز الاحتجاجات وجعل أنفسهم قوة سياسية فعالة، مشيرة إلى أن ذلك سيتطلب المزيد من التنظيم والذكاء السياسي مما أظهرته هذه التيارات حتى الآن.