أجرى الرئيس حسني مبارك مباحثات صباح أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منتجع شرم الشيخ، تركزت على جهود استئناف محادثات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واستغرقت زيارة نتنياهو إلى مصر وهي الزيارة الأولى له إلى مصر منذ ديسمبر الماضي، بضع ساعات فقط قام بمرافقته فيها وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن إليعازر، ومستشار الأمن القومي عوزي اراد، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء جوهانان لوكر، إضافة إلى السفير الإسرائيلي لدى مصر إسحاق ليفانون. وجاءت الزيارة بعد يومين فقط من قرار لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في اجتماعها بالقاهرة الداعم لاستئناف مفاوضات السلام غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو القرار الذي حظي بترحيب نتنياهو. وأكد نير حافيتس مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الاجتماع جرى وسط أجواء إيجابية وبناءة وتناول السبل الكفيلة باستئناف عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى قضايا إقليمية وثنائية مختلفة، وفقا لما نقلته الإذاعة العبرية. وقال بن إليعازر وهو صديق للرئيس مبارك بعد الاجتماع: أنا مقتنع أن الحيوية التي تتميز بها القاهرة لا تظهر فقط فيما يتعلق بعملية السلام وإنما في قضايا إقليمية أخرى، وهي أمر لا يمكن الشك فيه بالمرة. وأوضح أن المصريين يفعلون كل ما في وسعهم لتحريك السلام مع الفلسطينيين، وأضاف: لقد حظينا باستقبال مثير للإعجاب وهو الاستقبال الذي أتاح لنتنياهو أن يتحدث أمام الرئيس مبارك على مدى ساعة ونصف ويقول ما عنده. واعتبر ليوفال شتاينتس وزير المالية الإسرائيلي في تصريحات الزيارة دليلاً على تحسن العلاقات بين مصر وإسرائيل بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة، قائلاً إنه بالرغم من وجود بعض الخلافات في الآراء حول عدد من القضايا بين الجانبين إلا أن هناك تعاونا وثيقا في عدة مجالات، على رأسها منع عمليات تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن زيارة نتنياهو لمصر تشهد على الاحترام الذي يكنه الرئيس المصري لرئيس الوزراء الإسرائيلي وتدل على أن الرئيس مبارك ينظر إلى نتنياهو على أنه قائد هام ووثيق الصلة بالمنطقة. وأضافت المصادر أن توقيت اللقاء جاء بعد زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مازن والعاهل الأردني الملك عبد الله ووزير خارجية السعودي سعود الفيصل إلى شرم الشيح مما يعطي أهمية للأمر، موضحة أن مبارك يقوم بالترحيب بنتنياهو بأذرع مفتوحة ويعتبره ضمن قائمة قادة الشرق الأوسط. وقبل توجهه إلى مصر، توقعت صحيفة "معاريف" أن يطالب نتنياهو مبارك خلال المباحثات بينهما بتقليل الجهود المصرية الهادف لإعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، ونقلت عن مصادرها قولها إن نتنياهو سيحاول خلال لقاءه بالرئيس المصري نقل رسالة إليه بأن تل أبيب ليست المشكلة بل المشروع الإيراني النووي الذي يشكل تهديدا على مصر أيضا. من جانب آخر، أثار البلاغ الذي تقدمت به حركة "كفاية" للمطالبة باعتقال نتنياهو فور وصوله لمصر لدوره في جرائم حرب التي ارتكبتها إسرائيل إبان عدوانها على قطاع غزة، اهتمام الإعلام الإسرائيلي. وقال موقع "واللاه" الإخباري الإسرائيلي إن الحركة تأسست منذ 6 سنوات وتعد شبه "مظلة" لكل أحزاب المعارضة المصرية وعلى رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" واصفة الحركة المناهضة للنظام الحاكم في مصر بأنها تحظى بشعبية واسعة في مصر، وأنها معروفة بانتقادها اللاذع للسلطة بالقاهرة والرئيس مبارك شخصيًا، مضيفة أنها تطالب أيضا بتعميق الديمقراطية في مصر كما أن أعضاءها وناشطيها يعدون من أكثر المعارضين للتطبيع مع إسرائيل. وتزامنت زيارة نتنياهو إلى مصر مع دعوات وجهها شلومو عمار أحد أكبر حاخامات إسرائيل للرئيس مبارك، مطالبا إياه بالإفراج عن عودة ترابين البدوي الإسرائيلي الذي اعتقلته مصر منذ 11 عاما بتهمة التجسس عليها، وهي الدعوات التي سلمها عمار لأيوب قرا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي قام بدوره بتسليمها للأخير ليحملها للرئيس مبارك خلال لقائهما أمس.