طالبت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان كل القوى السياسية بضبط النفس، منعًا لإراقة الدماء بين أفراد الشعب المصري. وأعربت المنظمة في بيان لها حصلت"المصريون" على نسخة منه، عن قلقها البالغ لارتفاع وتيرة العنف داخل البلاد أمس السبت 6 يوليو على خلفية استجابة الجيش للإرادة الشعبية وقيامه بإقصاء الرئيس محمد مرسي من المشهد السياسي، وتنصيب المستشار عدلي منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد لحين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ووضع دستور جديد للبلاد، حتى وصلت حصيلة القتلى على مدار اليومين السابقين إلى نحو 43 قتيل، وحوالي 1404مصابين. وأشار البيان إلى أن قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإقصاء مرسي وتنصيب عدلي بناء على الإرادة الشعبية التي خرجت في مظاهرات حاشدة في كل الميادين المصرية أثار حفيظة جماعة الأخوان المسلمين التي أعلنت في تصريحات متعاقبة دفاعها عن مرسي بالدم، وهذا ما عبر عنه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين نفسه في خطاب له أمام أنصاره في ميدان رابعة العدوية بأن " الملايين ستبقى في الميادين حتى نحمل رئيسنا المنتخب على أعناقنا"، مما أدى إلى تفاقم موجة العنف التي اجتاحت البلاد أبزرها في محافظة شمال سيناء ومنطقة جامعة القاهرة والمنيل ومحيط ميدان عبد المنعم رياض ومحافظة الإسكندرية. ولفت البيان إلى أن محافظة شمال سيناء شهدت أعمال عنف متجددة، حيث قام مجهولون بإطلاق النار على كمين "الريسة" الأمني الواقع على الطريق الدولي "العريش – رفح"، ما اضطر أفراد الكمين إلى الرد عليهم، كما تم الهجوم على معسكر لقوات الأمن المركزي بمدنية رفح الكائن بمنطقة الأحراش، وسيطر موالون لمرسي على مقر المحافظة في مدينة العريش، وتفجير خط الغاز جنوبالعريش المؤدي إلى الأردن، فضلًا عن مهاجمة 6 نقاط تفتيش على طريق العريش رفح وشمال مدينة الشيخ زويد لهجوم في توقيت واحد، وكذا اغتيال القس مينا عبود شاروبيم، راعى كنيسة السيدة العذراء بالعريش. وفي محافظة الجيزة وقعت اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان المعتصمين بميدان نهضة مصر، وبين أهالي منطقة بين السرايات، وتبادل الطرفان إطلاق الرصاص الحي وطلقات الخرطوش، مما أسفر عن إصابة عشرات الأشخاص من الطرفين، ثم تجددت الاشتباكات فجر الأحد بالأسلحة النارية أيضا بين عدد من أهالي بين السرايات ومؤيدي الدكتور محمد مرسي بجوار جامعة القاهرة. كما شهدت محافظة القاهرة وبالتحديد في محيط ميدان عبد المنعم رياض اشتباكات عنيفة بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي والمتظاهرين بميدان التحرير، بينما سمع دوي طلقات النار في محيط الاشتباكات والتي سقط خلاها العشرات. كما شهدت محافظة الإسكندرية موجة من الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، ومعارضيه، وعناصر من قوات الجيش التي تدخلت لمساندة قوات الشرطة، وقام المحتجون بإلقاء الحجارة وكرات النار على سيارات الشرطة، وقامت قوات الأمن بمطاردة مؤيدي مرسي، وأطلقت الغاز المسيّل لفضّ الاشتباك بينهم وبين المتظاهرين الذين احتشدوا بميدان سيدي جابر للاحتفال، الأمر الذي أسفر عن مقتل 12 مواطنًا وإصابة نحو 200 مصاب. والمنظمة إذ تؤكد على أن ما يحدث هو انتهاك لمبدأ الحق في الحياة فإنها تجدد أن ما يحدث يتعارض بشكل أساسي مع مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير لعام 2011 والتي من بينها الكرامة الإنسانية، والذي تري المنظمة أنه أمر استفزازي لقطاع عريض من الجماهير المصرية. وطالبت المنظمة بفتح تحقيق فوري وعاجل في ملابسات هذه الوقائع وكشف المتسبب الرئيسي عنها وتقديمه للرأي العام وتوقيع عقوبات رادعة عليه حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه اللعب على أمن هذا البلد واستقراره والعبث بمقدرات الدولة المصرية وترويع المواطنين الآمنين. وقال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن العنف المحتدم حاليًا والذي يتصدر الساحة السياسية لن يكون ملاذًا لحل المشكلات التي تطرق كل الأبواب المصرية الآن، ولابد من الحوار السلمي البناء لفتح صفحة جديدة وترك الماضي خلف ظهورنا لاستعادة بناء مصر الحديثة. وطالب أبو سعدة باندماج جماعة الإخوان في العملية السياسية من أجل بقاء دولة القانون ودولة حقوق الإنسان، لاسيما أن هناك لجنة للمصالحة الوطنية تهدف إلى إزالة الاحتقان والانقسام في الشارع المصري السياسي.