الشحات: الجيش لم ينقلب على نتيجة الصندوق وترك مرسى عامًا كاملاً حتى بلغ السخط مبلغه أكد الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، أن الجيش المصرى لم ينقلب على نتيجة الصندوق، ولكنه ترك الرئيس عامًا كاملاً، وبعد هذا العام كانت حالة السخط من الرئيس قد بلغت أوجها، وخرجت فى شكل مظاهرات فاقت تلك التى خلعتْ "مبارك" وجاءت بالإسلاميين. وقال الشحات فى بيان له، فى عام 1992م فازت جبهة الإنقاذ الجزائرية - والتى كانت تضم سلفيين وإخوانًا يرفضون العمل تحت مظلة التنظيم العالمى للإخوان- بالانتخابات البرلمانية فى الجزائر، وانقلب الجيش بتحريض سافر من "فرنسا"، وألغى الانتخابات وحلَّ جبهة الإنقاذ؛ مما دفع بعض شبابها إلى اللجوء للعنف، والذى واجهه الجيش بعنف أشد، ثم أصبح الجيش يقوم بعمليات عنف وينسبها إلى الجبهة من أجل تبرير التصفية الجسدية لرموزها.
والآن يتكرر المشهد فى مصر: العسكر، والإخوان، وحزب النور، ولكن الإخوان فى الوضع العكسى مع فروق جوهرية.. فجيش مصر ليس كجيش الجزائر بشهادة الجميع، مشيرًا إلى أن هناك حركة "حماس الجزائر" بزعامة "محفوظ نحناح" ممثلة للإخوان فى الجزائر، والتى لم تكن قد وُفقت لأخذ أصوات فى الانتخابات، ولما انقلب الجيش الجزائرى الموالى لفرنسا على جبهة الإنقاذ الإسلامية عَرض على "نحناح" المشاركة فى الانتخابات بشرط تأييد إلغاء نتيجة الانتخابات، وتأييد حل جبهة الإنقاذ، فوافقوا، بل تولى الشيخ "محفوظ نحناح" مسئولية تبرير سلوك العسكر لسنوات طويلة. وأضاف المتحدث باسم الدعوة السلفية: "لابد وأن نكون متسقين مع أنفسنا، فالشعب هو الشعب، والجيش هو الجيش، والأسباب هى الأسباب؛ رغم الاختلاف الجوهرى بين الدكتور "مرسي" و"مبارك"، رغم أن هذه الفروق لا تهم الجماهير الغاضبة كثيرًا، مشيرًا إلى أن "حزب النور" نصائحه، والحمد لله أن بعضها كان على الملأ "وإن كان الكثير منها كان فى حوارات خاصة طويلة"، وقدَّم مبادرات فى كل مرحلة سياسية بحسبها، وكان فى كل مرة يُقال له: نحن أَدرى. إلى أن وقع الأمر وتم العزل الفعلى للرئيس؛ حتى إنه عجز عن توجيه شرطة تحمى أخص أتباعه، وحتى صار لا يمكنه أن يذيع خطابًا إلا بإذن الجيش، وجموع الشعب تهتف برحيله، ومعظم وزرائه ومحافظيه لا يتمكنون من دخول مكاتبهم، وجاءت مرحلة رسم المرحلة الانتقالية: فشارك "حزب النور"، وكان يظن كما نشرت وسائل الإعلام أن "حزب الحرية والعدالة" مشارك هو الآخر "ولكن اتضح أنه اعتذر". وأوضح الشحات، أن مشاركة حزب النور كانت تهدف إلى حماية الدستور، والحفاظ على مجلس الشورى ذى الأغلبية الإخوانية، وفرض أجندة مصالحة وطنية، ومنع الانتقام من الإخوان، مؤكدًا أنه عندما حدثت تجاوزات تجاه "القنوات الإسلامية" تدخل الحزب... كما تدخل لتأمين تظاهرات مؤيدى الدكتور "مرسي" السلمية.