"ديلي بيست": قرارات الجيش كشفت تأثير واشنطن المحدود على قيادات الجيش المصري رأت مجلة "الديلي بيست" – الأمريكية – أنَّ إطاحة الجيش المصري بالرئيس الإخواني السابق محمد مرسي، ووضع خارطة مستقبل للبلاد بالتوافق مع جميع القوى السياسية استجابة للشرعية الثورية التي طالب بها المتظاهرون، قد كشفت عن تأثير الإدارة الأمريكية المحدود على قيادات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي؛ على الرغم من تلقي المؤسسة العسكرية مساعدات أمريكية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا، فضلاً عن اعتمادها على قطاع الغيار الأمريكية والتدريبات التي يتلقها رجالها في واشنطن. ورجحت المجلة الأمريكية في تقرير لها جاء بعنوان "الجيش يصم آذانه عن توسلات إدارة أوباما ويطيح بمرسي " أن التحذيرات التي وجهها كبار المسئولين الأمريكيين في إدارة أوباما أمثال الجنرال مارتن ديمبسي – رئيس هيئة الأركان المشتركة - ، وتشاك هيجل – وزير الدفاع الأمريكي – ربما كانت قوية اللهجة . مشيرةً إلي أن التحذيرات الأمريكية كانت تتم في السر والعلن خلال 48 ساعة المهلمة التي منحها الجيش لمرسي لتسوية الأوضاع مع معارضيه وشعبه بعدم الإطاحة بالرئيس المنتخب؛ إلا أن الجيش لم يستجب لها. وقالت إنَّ الإدارة الأمريكية حاولت ممارسة ضغوط للحيلولة دون مشاهدة ما نراه من اضطراب اليوم؛ إلا أنّنا قلقون على - وجه التحديد - من ماهية الخطوات القادمة سننتظر ونرى ما ستؤول إليه الخارطة التي أعلن عنها الجيش في بيانه" بحسب تصريح أحد المسئولين الأمريكيين لها. ونقلت عن آمي هاوثورن، الخبيرة في الشأن المصري والزميل البارز في مجلس الأطلسي، قولها "إنَّ الجيش المصري أدرك أنَّ أوباما هو الأكثر حاجة إليه وليس العكس لقد قاسوا ردود أفعالنا من عدة نواحي وربما توصلوا إلى استنتاج مفاده أنَّ إقدامهم على اتخاذ هذه الخطوة لايعد مخاطرة كبيرة تمزق العلاقة مع الولاياتالمتحدة". وتابعتْ: "عامل واحد هو الذي قد دفع بالجيش المصري؛ لأن يستخلص عدم وجود تبعات للإطاحة بمرسي، ألا وهو تاريخ دفاع أوباما ضد محاولات أعضاء الكونجرس لفرض قيود على المساعدات السنوية التي تتلقها مصر". وأشارتْ إلى أنَّ الإدارة الأمريكية كانت "حذرة" من أنَّ تزج بنفسها في الصراع السياسي الذي احتدم في 30 من يونيه، فبغض النظر عن إدانة أوباما للانقلاب العسكري وقوله إنَّ إدارته ستُعيد النظر في المساعدات التي تقدمها لمصر على خلفية الأحداث الأخيرة؛ إلا أنَّه لم يطالب الجيش بإعادة مرسي إلى منصبه بشكل (صريح) واكتفي بدعوته بسرعة تسليم السلطة للمدنيين، وتشكيل حكومة مدنية منتخبة ديمقراطياً في أسرع وقت ممكن عبر عملية شاملة تتسم بالشفافية، فضلاً عن تجنب القيام بأي اعتقالات سياسية بحق مرسي وأتباعه.