شهدت مدينة المنصورة مساء أمس – الأربعاء، أحداثُا دامية أسفرت عن سقوط قتيل وإصابة 255 آخرين، عقب خروج المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من مسجد الجمعية الشرعية في مسيرة حاشدة كان من المقرر لها أن تصل إلى ميدان الثورة للاستماع إلى خطاب الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية. وقام العديد من أصحاب المحلات التجارية بشارع بورسعيد بترديد الهتافات المناهضة للرئيس، الأمر الذي أدى إلى نشوب مشاجرات استخدم فيها الطرفان التراشق بالطوب والحجارة، بالإضافة إلى الأسلحة النارية والخرطوش؛ مما أدى إلى تحطم العديد من واجهات المحلات التجارية بالشارع. واستمرت المناوشات والاشتباكات بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه والتي امتدت إلى محيط مبنى مديرية أمن الدقهلية حيث شارعي بورسعيد والسكة الجديدة، الأمر الذي دفع قوات الأمن المتمركزة أمام المبنى بإطلاق القنابل المسيلة للدموع في محاولة منها لتفريق المتظاهرين الذين تقهقروا إلى الشوارع الخلفية. ونشبت عقب ذلك اشتباكات طاحنة قام بها المحتجون بالاعتداء على أعضاء جماعة الإخوان الذين تفرقوا بالشوارع الجانبية، وقام المحتجون بترديد هتافات النصر بعد أن لقنوا الإخوان درسًا واعتدوا عليهم ب"علقة سخنة" – على حد تعبيرهم. كما شهد مسجد الجمعية الشرعية حصارًا من قبل المئات من أهالي مدينة المنصورة بعد تردد أنباء عن وجود عناصر منتمين لحركة "حماس" بداخله، بالإضافة إلى عدد من الإخوان، فيما أكد مصدر أمني أن المسجد به ما يقرب من 90 شخصًا من الإخوان قاموا بالاختباء بالمسجد خشية الفتك بهم ولا وجود لعناصر من حماس كما ردد البعض، مشيرًا إلى أن قوات الأمن التي شكلت جدارًا فاصلاً بين المحتجين والمحتجزين حاولت التفاوض مع المحتجزين بالمسجد لإخراجهم إلا أنهم رفضوا بزعم أن قوات الأمن ترغب في تسليمهم للأهالي المحاصرين للمسجد. أسفرت الاشتباكات عن سقوط قتيل من صفوف جماعة الإخوان ويدعي "عبد الحميد ثابت العناني" 45 سنة من قرية "تفهنا الأشراف" ويعمل مفتشًا بالتموين. فيما استقبل مستشفى المنصورة الدولى 185 إصابة وحالتهم مستقرة، وتم دخول حالتين فقط للعناية المركزة وتم تحويل 4 حالات إلى مستشفى الرمد بالمنصورة، وأكد الدكتور هشام مسعود "مدير طب المستشفيات بمديرية الصحة" أن مستشفي طلخا المركزى استقبل 40 أخرى، وتم تحويل 6 إصابات لمستشفى الرمد لإصابتهم بالخرطوش. وفي السياق ذاته، هاجم العشرات محل "خير زاد" الكائن بميدان مشعل والتابع للمهندس خيرت الشاطر وقاموا بتحطيمه والاستيلاء على محتوياته. كما تعرض الزميل "محمد حيزة بازيد" مراسل جريدة "ولاد البلد" بمحافظة الدقهلية للاختطاف من قبل مجهولين أثناء تغطيته الاشتباكات، حيث أكد تامر المهدي، مدير تحرير الجريدة، أنه تلقى رسالة نصية من هاتف الصحفي جاء بها "الصحفي بتاعك معانا رهينة .. الله أكبر ولله الحمد"، لافتا إلى أنه حرر بلاغًا بذلك بقسم أول المنصورة حمل رقم "7766". من جانبها، شنت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة هجومًا على قوات الأمن واتهمتها بمعاونة البلطجية من فلول النظام السابق، موضحين في بيان لهم أن تلك الأمور حدثت تحت سمع وبصر الأمن. جدير بالذكر أن الرائد "أحمد عبد السميع" مدير العلاقات العامة بمديرية أمن الدقهلية قد تعرض للإصابة بجرح قطعي في الرأس جراء الاشتباكات بمحيط مبنى مديرية الأمن. من ناحية أخرى, قابل المحتجون بميدان الثورة خطاب "مرسي" بإعلانهم الاعتصام حتى 30 يونيه المقبل، وقال وليد أبو سمرة، عضو جبهة الإنقاذ وائتلاف شباب الثورة بالمنصورة، إن الخطاب أثبت أن مرسى رئيس فاشل وجماعته فاشلة ليس لديها فكر ولا رؤية ولا القدرة على امتصاص جزء بسيط من غضب الشارع – على حد قوله. وأضاف أن الخطاب أدى إلى ازدياد حماس المواطنين بالشارع وتوافدهم بكثرة إلى ميدان الثورة بالمنصورة وزادهم قوة في المطالبة برحيله، لافتا إلى أن مضمون الخطاب فارغ من أى جملة مفيدة وكلام مرسل وكاذب، وحينما تحدث مرسى عن دعوة القوة الوطنية لتشكيل الحكومة تطرق إلى وزارتين فقط هى التموين والسياحة متسائلا أين كل الناس الذي تحدث عنهم ليشاركوا فى تشكيل باقى الوزارة. وفيما يتعلق بدعوة مرسى للأحزاب لعرض مقترحاتهم بشأن التعديلات الدستورية وعرضها على مجلس النواب القادم كمقترح من رئيس الجمهورية علق قائلا: "ليس لدينا ثقة فى مرسى وجماعته ولو كانت لديه الشجاعة لأعلن إقالة الحكومة وإقالة النائب العام ولكن مرسى يريد أن يقسم المصريين كما فعل مبارك فى خطابه العاطفى". شاهد الصور: