يسعى الدكتور محمد البرادعي رئيس "الجمعية الوطنية للتغيير" خلال المرحلة القادمة لجذب مزيد من التوقيعات الشعبية على وثيقة التغيير التي تتضمن مطالب بإجراء مجموعة من التعديلات الدستورية، أبرزها تخفيف قيود ترشح المستقلين لانتخابات الرئاسة، وإلغاء شرط الحصول على أصوات 250 من أعضاء المجالس الشعبية والنيابية. يأتي هذا في ظل ما تثيره الحكومة حول عدم وجود ردود فعل علي الوثيقة حتى الآن ما دعاه لتوجيه مخاطبة الشعب المصري عبر موقع "تويتر" لحثه على المشاركة في إحداث التغيير بالمسارعة على التوقيع على الوثيقة المتضمنة لسبع مطالب. وحمل خطاب البرادعي تأكيدًا على الدور المهم للشعب المصري في إحداث التغيير، وخاطبه بنبرة تحذيرية في رسالته إليه، قائلاً: "إذا لم تشارك اليوم فلا تشكو غدا"، داعيا الشعب إلى التفاعل بقوة مع المطالب باعتباره السبيل الوحيد لمواجهة كم المشاكل الكبيرة التي يتعرض لها. وأبدى البرادعي دهشته من الحملة الإعلامية التي تشنها ضده الصحف الحكومية، مشيرا إلى أنه اطلع على صحف النظام في الطائرة، واتهامه بالولاء للغرب وأنه يعادي الإسلام والدولة المدنية وتحميله مسئولية ما يحدث في العراق، قائلا: إني أرثى حال هذا النظام. وجاءت تصريحات البرادعي قبيل مغادرته القاهرة متوجها للولايات المتحدة في زيارة يلقي خلالها عددًا من المحاضرات بجامعات أمريكية مختلفة، فضلا عن عقد لقاءت مع الجالية المصرية يطرح من خلاله رؤيته لعملية التغيير في مصر ويدعو إلى مشاركة المصريين بالخارج في هذه العملية. ويعتزم البرادعي عقب زيارته للولايات المتحدة، زيارة عدد من الدول الأوروبية للالتقاء مع الجاليات المصرية لكسب تأييدهم في عملية التغيير التي يدعو إليها، وممارسة الضغوط من أجل السماح لهم بالتصويت بالسفارات المصرية بالخارج، كما هو متبع في أغلب دول العالم وفي مقدمتها بلدان عربية عديدة. وعلمت "المصريون" أن البرادعي سيعود من رحلته الحالية منتصف مايو القادم، حيث يعتزم عقب عودته إلى مصر زيارة عدد من المحافظات في الدلتا والصعيد للاطلاع عن قرب على مشاكل المواطنين وطرح رؤيته لمواجهة هذه المشاكل، وذلك في أعقاب زيارته التي قام بها إلى المنصورة التي قوبلت بردود فعل مرحبة لحملة التغيير. وقال الدكتور حسن نافعة المنسق العام ل "الجمعية الوطنية للتغيير" إن جولة البرادعي بالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تأتي في إطار سعيه للتعرف علي وجهات نظر تجمعات المصريين بالخارج في القضايا والمشاكل التي تعاني منها مصر ورؤيتهم لمسيرة الإصلاح، فضلاً عن العمل على إشراكهم بشكل مباشر في عملية الإصلاح، من خلال حثهم علي المطالبة بإنشاء دوائر انتخابية بالسفارات والقنصليات، باعتبار أن حرمانهم من التصويت غير قانوني ومخالف للدستور. واعتبر في تصريح ل "المصريون" أن الحملة التي يشنها الإعلام الحكومي على البرادعي تكشف حالة الارتباك التي يعاني منها النظام بفعل التعاطف الشعبي مع البرادعي والذي عكسته جولاته وأشار إلى أنه يعتزم القيام بعد عودته بجولات في مختلف المحافظات، نافيا ما يتردد عن عدم تفاعل القواعد الشعبية مع حملة التوقيعات، مؤكدًا أن حملة التوقيعات لوثيقة التغيير حققت نجاحًا غير متوقع أزعج النظام.