الظواهرى: الثلاثية طرحت بدائل لتقليل مخاطر السد.. رسلان: على مصر مراجعة اتفاقياتها والتوصل لحلول وسط
وصل إلى القاهرة اليوم الأحد، وفد دبلوماسي إثيوبي برئاسة سبحت نقا، نائب وزير الخارجية الإثيوبي ورئيس المعهد الإثيوبي للسلام والتنمية، قادمًا من أديس أبابا في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام. وقالت مصادر دبلوماسية مصرية في المطار، إن زيارة الوفد الإثيوبي تعد أول زيارة لوفد رفيع المستوى بعد أزمة سد النهضة، حيث التقى الوفد مع عدد من المسئولين بوزارة الخارجية وعدد من الشخصيات المصرية العامة. وحسب المصادر، فإن الوفد بحث التطورات الأخيرة في المنطقة، كما التقى مع أعضاء المجلس المصري للشئون الخارجية في إطار تفعيل اتفاقية التعاون التي تم توقيعها بين المجلس والمعهد الإثيوبي لبحث القضايا التي تهم مصر وإثيوبيا وسبل تعزيزها في إطار الحوارات المجتمعية بين البلدين وبحث القضايا الأمنية في قارة إفريقيا. وقال الدكتور علاء الظواهري - خبير السدود عضو اللجنة الثلاثية لدراسة آثار سد النهضة - إن اللجنة لم تتلق أي دعوة لحضور لقاء الوفد الإثيوبي خاصة أنها أنهت عملها منذ آخر اجتماع لها. وكشف الظواهري عن أن اللجنة الثلاثية تقدمت ببدائل تم طرحها على وزارة الري وقطع مياه النيل وذلك لتجنب آثار بناء سد النهضة الإثيوبي, مشيرًا إلى أننا تقدمنا بهذه البدائل بالتوزاي مع إعدادنا تقرير اللجنة الثلاثية. وأكد أن البدائل التي تقدمت بها اللجنة الثلاثية تتمثل في أن يتم تصغير السعة التخزينية لسد النهضة الإثيوبي من 74 مليار متر مكعب إلى 20 مليار متر مكعب وبذلك سيقل حجم توليد الطاقة الكهربائية من 6000 ميجا وات إلى 3000 ميجا وات، كذلك بأن يتم بناء سد النهضة في بداية النيل الأزرق وليس نهايته مع بناء عدد من القناطر على النيل الأزرق، وذلك لتوليد الطاقة الكهربائية وعدم تخزينها.
وأوضح أن زيارة الوفد الإثيوبي إلى مصر هي خطوة جيدة في اتجاه التفاوض بين الجانبين المصري والإثيوبي ولكن لابد أن يكون التفاوض حول تقليل حجم السعة التخزينية للسد، ومحاوله إقناع إثيوبيا بذلك وليس المساهمة في استكمال بنائه. ومن جانبه قال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة الوفد الدبلوماسي الإثيوبي جاءت ردًا على زيارة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وما نتج عنها من قرارات تتمثل في تشكيل لجنة فنية، وأخرى سياسية تتضمن خبراء فنيين من مصر وأثيوبيا، لمناقشة تقرير اللجنة الثلاثية والنظر في الدراسات المطلوبة. وأكد رسلان أن خطوة زيارة الوفد الإثيوبي إلى مصر تأتي في إطار نقل ملف أزمة سد النهضة من خانة التراشق السياسي والإعلامي إلى خانة المفاوضات السياسية للوصول إلى حلول وسط. وأشار إلى أن الزيارة اليوم تطرقت إلى مناقشه اللجنة السياسية والفنية التي شكلها الجانب المصري والإثيوبي، وذلك لمناقشة تقرير اللجنة الثلاثية الدولية, مؤكدًا أن أجنده المفاوضات تخدم المصالح الإثيوبية باعتبارها أجندة محددة، وذلك لأن مواصفات سد النهضة تمثل أضرارًا كبيرة للمصالح المائية المصرية. وأوضح "أننا نأمل أن يتم تطوير أجندة التفاوض داخل اللجنة الثلاثية بحيث تؤدي إلى تقليل الفجوة بين الجانبين المصري والإثيوبي", مؤكدًا أن المطلوب من مصر مراجعه اتفاقيات سد النهضة الإثيوبي للتوصل إلى حلول وسطى.