عبر البريد تلقيت هذا الأسبوع هدية كريمة من الأستاذ الدكتور محمد رجائى الطحلاوى تتمثل فى الجزء الثانى من كتابه التسجيلى الثمين: "من أعلام أسيوط"، والذى صدر الجزء الأول منه عام 1998، ....كان سيادته إذ ذاك محافظا لأسيوط وراعيا حقيقيا للعلم والثقافة فيها، ....ولقد واصل الدكتور الطحلاوى مشروعه التوثيقى الضخم لأعلام أسيوط حتى بعد أن ترك موقع المحافظ وعاد مرة أخرى إلى موقعه الأكاديمى أستاذا بالجامعة، مبرهنا بذلك على أن مشروعه لم يكن منطلقا من موقع مسئوليته وواجبه الوظيفى، أو بالأحرى من إحدى مسئولياته وواجباته الوظيفية كمحافظ ، ولكنه منطلق بصرف النظر عن ذلك من كونه مهموما بتسجيل ملامح أولئك الذين ساهموا وما زالوا يسهمون فى صنع تراث وحاضر الوطن بأكمله ، ممن ينتمون بجذورهم أو بأشخاصهم إلى تلك البقعة من ارض مصر الذى شاء له قدره أن يعيش هو فيها وأن يصبح يوما ما رئيسا لجامعتها، ثم بعد ذلك محافظا لها. .. كان الجزء الأول الذى أعده الدكتور الطحلاوى بالإشتراك مع الدكتور يحيى عبدالحميد إبراهيم ، كان ذلك الجزء قد حوى بين دفتيه تعريفا موجزا بخمسة وستين شخصية ممن ولدوا بمحافظة أسيوط وعاشوا فيها أو ممن ينتمون بجذورهم إليها، وعلى رأس هؤلاء الزعيم الوطنى خالد الذكر جمال عبدالناصر، بالإضافة إلى الشخصيات الهامة الأخرى التى أكتفى هنا بذكر أمثلة منها ( مرتبة أبجديا )، كما يأتى : أحمد بهاء الدين أحمد حسن الباقورى أحمد كمال أبو المجد البابا شنودة الثالث آمال عثمان جلال معوض جمال العطيفى حافظ إبراهيم صلاح عبدالصبور فوزى العنتيل كمال الملاخ كمال حسن على محمد محمود(باشا) محمد مستجاب محمد ممتاز نصار محمود البدوى محمود حسن إسماعيل مصطفى لطفى المنفلوطى ،... أما الجزء الثانى الذى قام الدكتور الطحلاوى بإعداده منفردا طبقا هو مذكور فى المقدمه فهو يشتمل على مائة شخصية لم يرد فى الجزء الأول ذكر لها، رغم أن بعضها أهم بكثير من بعض الأسماء الواردة فى الجزء الأول، وعلى أية حال فلقد قدر لى أن ألتقى ببعض الشخصيات الواردة فى هذا الجزء وأن أعرف بعضهم معرفة شخصية وثيقة، وأن تقوم بينى وبينهم مودة عميقة ما زالت أواصرها ممتدة حتى الآن، غير أن البعض الآخر ممن لم يقدر لى أن ألتقى بهم أو أن أعرفهم معرفة شخصية، أولئك قد سبق لى أن قرأت لهم أو عنهم ما جعلنى أشعر بمشاعر معينة إزاء كل منهم ، فبعضهم شعرت نحوه بالإعجاب والتقدير ، وآخرون شعرت تجاههم بعدم الرضا ، وأوردت بينى وبين نفسى حولهم من التحفظات ما صدنى عنهم ... وذلك كله دون أن أعرف اللهم إلا من كتاب الأستاذ الدكتور الطحلاوى أنهم من أبناء أسيوط أو أن جذورهم تمتد إليها، برغم أنى شخصيا من أبناء تلك المحافظة ، ولدت فيها ، وقضيت بها جانبا كبيرا من حياتى ، قبل أن أنتقل إلى القاهرة ، ثم إلى سوهاج التى استقر بى فيها المطاف منذ أكثر من ثلاثين عاما .، وأستأذن القارىء فى أن أقدم له مختارات من بعض تلك الأسماء التى وردت فى الجزء الثانى : * الشيخ أبوالعلا محمد، من مواليد قرية بنى عدى قرب أواخر القرن التاسع عشر( كم أنجبت تلك القرية من الأفذاذ!!)، وهو من أحفاد الشيخ العدوى من ناحية الأب ، ومن أحفاد الأمير حسن كتخدا من ناحية الأم ، حفظ القرآن الكريم فى طفولته والتحق بالأزهر الشريف ، حيث اشتهر بين أقرانه بالصوت الحسن وإلقاء الشعر، مما دفعه بعد ذلك إلى الإتجاه نحو الإنشاد الدينى ، وقد أصبح فيما بعد واحدا من أهم الملحنين فى الربع الأول من القرن العشرين، وهو أول من التفت إلى صوت أم كلثوم من الملحنين الكبار فتعهدها بالتدريب والرعاية حتى أصبحت على ما أصبحت عليه ..... وللحديث بقية [email protected]