المؤتمر الذي عقد بالقاهرة يوم أمس لنصرة الشعب السوري وغوثه كان حدثًا تاريخيًا بالفعل، إذ لم يسبق أن اجتمع هذا الجمع الغفير من علماء المسلمين من مختلف البلدان من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب من أجل إعلان وجوب الجهاد والنفير العام لنصرة شعب مسلم يستباح دمه وعرضه بصورة لا تنتمي إلى الأخلاق أو الآدمية من نظام طائفي تداعى له نظم وحكومات وميليشيات طائفية في المنطقة لدعمه وعونه على المزيد من الذبح لشعبه وتثبيت حكمه على جماجم مئات الآلاف من القتلى الذين وصلت الخسة به إلى أن استخدم ضدهم الطائرات والمدفعية والصواريخ والدبابات وصولًا إلى السلاح الكيماوي المجرم دوليًا حتى في الحروب، في الوقت الذي لم يطلق فيه هذا الطاغية طلقة واحدة باتجاه إسرائيل، لم يحدث أن احتشد هذا العدد من العلماء لنازلة في الأمة، باستثناء ما كان يحدث لنصرة الشعب الفلسطيني ومقدساته، علماء من مصر والمغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا والخليج العربي والسودان وإفريقيا وآسيا وأوروبا، أتوا من كل فج عميق لكي يعلنوا من القاهرة ما يلي: (وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفي ووجوب العمل على وحدة المسلمين عمومًا في مواجهة هذه الجرائم واتخاذ الموقف الحازم الذي ينقذ الأمة وتبرأ به أمام الله الذمة كل حسب استطاعته قال الله تعالى ((وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا* الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)) واعتبار ما يجرى فى أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا فى سوريا يُعد حربًا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة)، وقد تشكلت من المؤتمر لجنة للمتابعة، وسيكون لهذا المؤتمر أصداؤه الكبيرة على صعيد الواقع نفسه في سوريا وبلدان أخرى عما قريب، لأن العالم الذي تصور أنه يمكنه أن يبيع ثورة الشعب السوري ويحولها إلى أوراق لعب على طاولة مصالح بعض الدول الكبرى، سيدرك وأخشى أن يكون بعد فوات الأوان أن دول المنطقة وشعوبها يمكنها أن تمارس مقاومة الظلم وتحدي أي مشروعات طائفية بإرادتها ودماء أبنائها وما تملك من مال وقوة، وأيًا كانت التكاليف وأيًا كانت العواقب، وقد وصلت الرسالة بوضوح إلى الطائفيين والدول المتآمرة على الشعب السوري وثورته، وبعد أقل من نصف ساعة على الكلمة التي ألقاها في المؤتمر فضيلة العالم الجليل الشيخ يوسف القرضاوي أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا متدنيًا في لغته وسبه للعالم الجليل، وهو من نوعية البيانات التي يستحيل تصور صدورها من جهات دبلوماسية أو مسؤولة، وإنما من أوكار طائفية متطرفة، وقد وقع على البيان ممثل الأزهر الشريف فضيلة العالم الجليل الدكتور حسن الشافعي كبير مستشاري فضيلة شيخ الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء. سينتصر الشعب السوري على النظام الطائفي الإجرامي الوحشي، وسينتصر على مخططات الطائفيين التي تعرت مؤخرًا بعد طول خداع وتمويه باسم المقاومة والممانعة، وسيكتب التاريخ عمّا قريب بإذن الله أروع صفحات المقاومة والبسالة وصمود الشعوب في وجه الجبابرة والطغاة بانتصار ثورة الشعب السوري التاريخية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.