من أفلام زمان يشدني حوار عن القصير الراغب في تطويل قامته فينصحه آخر بأن يردد تباعاً "أنا مش قصير قزعة.. أنا طويل وأهبل"! اعتذر لقصار القامة وطوالهم.. القافية فقط هي التي حكمت أن تستعيد ذاكرتي هذا الحوار، فيما لم تسعفني باسمي الممثلين اللذين أدياه بمهارة، ولا باسم الفيلم الذي تجسدت عبقرية كاتبه في استشراف حال مصر الآن وهي بين فكي القزعة والأهبل! المصور البرلماني للمصري اليوم كان أيضا عبقريا وهو يلتقط قبضة الحديدي، أقصد "القزعة" مهددا بها النواب المستقلين الذين كشفوا شغل العصابات كما جاء على لسان أحدهم وهو يلوح بنسخة من الدستور راصدا الاحتيال الذي تمثل في إضافة 24.3 مليار جنيه من فائض صناديق المعاشات والتأمينات إلى الحساب الختامي لموازنة الدولة. باختصار تمت إضافة إيرادات غير حقيقية وهي مخالفة جسيمة للمادة 8 من قانون التأمينات الإجتماعية. ومع ذلك وقفت المنصة متمثلة في أستاذ القانون الدكتور فتحي سرور مع المخالفة، صارخا في وجه حامل الدستور، بأنه سيعطيه درسا خصوصيا في كيفية طلب الكلمة واحترام الدستور! قد تقصد المنصة باحترام الدستور معنى آخر عما هو مستقر في أذهاننا، ربما هو ذاك الذي قصده الفنان صلاح السعدني عندما وصف راقصة الاغراء اللولبية بالسيدة المحترمة! الدكتور سرور كان يؤكد أنه لا يشرفه رئاسة مجلس لا يحترم القانون.. فماذا إذاً يسمي ما حدث؟!.. ولماذا لا يترك النواب يتحدثون عن المخالفة، والدستور في أيديهم شاهد على ما يقولون. بدلا من ذلك طلبت المنصة من النائب أن يرفع "الجزمة".. وتملكت شجاعة الفرسان صاحبنا "القزعة" فلوح بقبضته الحديدية، وقال له "أنا أفهم أحسن منك.. وهذه مزايدة لا أقبلها ممن لا يفهمون ليشككوا الناس في موازنة الدولة.. على آخر الزمن تتحدثون عن الدستور يا من رفعتم الجزمة في البرلمان"! بالطبع .. "القزعة" يفهم أكثر في التكويش فهو لا يرحم شيئا حتى أموال التأمينات!! مرة أخرى اعتذر عن المستوى الهابط للمقال لما احتواه من ألفاظ مثل الجزمة وعدم الفهم والقزعة والأهبل، لكنها بيئة حكومتنا وأمينها "القزعة" ذي القبضة الحديدية!