التقى الرئيس محمد مرسي.. رئيس تحرير الأهرام في حديث حول تصوراته بعد مرور عام على توليه السلطة, ونحن هنا نحاول إلقاء الضوء على أهم ما جاء في هذا الحوار وتفنيد ما فيه, يقول الرئيس مرسي (إن مصر الكبيرة إذا أردنا لها أن تعبر- وإن شاء الله تعبر- لابد أن نتعاون ونتكامل ونجمع الطاقات ونحسن إدارتها لكي نصل إلى ما نريد في أقصر وقت ممكن), نتعاون ونتكامل ونجمع الطاقات ونحسن إدارتها, فهل فعلت ذلك يا سيادة الرئيس وأنت تختار أقل الكفاءات الذين لا لون لهم ولا طعم إلا الولاء للإخوان وسماع التعليمات وتنفيذها دون معارضة أو رأي, هل هشام قنديل, ومحيي حامد وزير الاستثمار من الطاقات والكفاءات التي ليس هناك من يفوقها ويستطيع خدمة البلاد بصورة أفضل؟ هل تعاونت وتكاملت مع القوى التي وعدت بالتعاون معها والتكامل ثم نقضت عهدك ووعدك الذي قطعته على نفسك في فندق فيرمونت؟! ويقول الرئيس (مصر مليئة بالعلماء والخبرات العظيمة, إمكاناتهم ضخمة جدًا, والتجربة والواقع يؤكدان أن الإدارة السابقة لم تكن توظف الخبرات بالشكل الصحيح وإنما كانت مجرد إطفاء حرائق), وأتساءل هل استشرت واستفدت يا سيادة الرئيس بهذه الخبرات العظيمة والإمكانيات الضخمة, ووظفتها بالشكل الصحيح, إن مستشار بوش الاقتصادي المصري الدكتور محمد العريان لم يستدعه أحد من مؤسسة الرئاسة لأخذ رأيه في مشكلة الاقتصاد المصري!.. والنماذج غيره كثير والتي تم تهميشها في كل المجالات لصالح الأقل كفاءة من جماعتك أو المتعاطفين معها, وفي إجابته عن سؤال أن برنامج المائة يوم لم يتم تنفيذه على الرغم من مرور عام, رد بقوله إن مشكلة القمامة تم الإنجاز فيها بنسبة كبيرة ووصلت 130سيارة قمامة, وسيؤدي استخدامها إلى نقلة نوعية, ويبدو أن الرئيس يتكلم عن بلد آخر لا يعرفه, أو ينظر إلى محيط قصر الاتحادية الذي من المؤكد أنهم ينظفونه جيدًا, إن مشكلة القمامة يا سيادة الرئيس تكاد تصل إلى مرحلة الكارثة البيئية, وتراكمها في الشوارع لا تخطئه وتتأذى منه العين المنصفة والنفس السوية, وهي تشكل فشلًا ذريعًا لبرنامجك الانتخابي وجهازك التنفيذي, وليتك تكلمت عن شيء لا يراه الناس ولا يحسون به, ولا يتأذون منه ليل نهار, لكن يبدو أن سيادتك تعيش في برج عاجي أو تكتفي بتقارير مكتوبة خادعة ومضللة, ومنظومة الأمن التي تتكلم أنها تحسنت لا تخفي على أحدٍ أيضًا إلا على سعادتك, لأن سيارة سعادتك لم تسرق للآن ولم يساومك أحدُ على استرجاعها بمعرفة الأمن!, ولم يتعرض أحد ُ من أولادك للخطف ودفع الفدية.. وغيرها من حالات الانفلات الأمني التي يعاني منها الجميع, يقول الرئيس (سنواجه بمنتهي الحزم قطع الطرق واستخدام السلاح وتعويق الإنتاج), وعندما أسمع هذا الكلام أكتم أنفاسي تخوفًا من الأسد إذا زأر, وهو زئير لا أثر له في أرض الواقع إلا في مخيلة السيد الرئيس الذي لا ينفذ شيئًا مما يقول, يقول الرئيس (إنه ينظر للقضاء بكل احترام وتقدير) ولا أدري أين هذا الاحترام وهو يسمح لأتباعه بحصار المحكمة الدستورية العليا في تصرف غير مسبوق كان من نتيجته توقف دوله مثل سويسرا عن البدء في إجراءات إعادة أموال مبارك؟! وأين احترامه للقانون وهو يرفض تنفيذ الحكم القضائي للضباط الملتحين, ويرفض كذلك أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى تنفيذ الحكم القضائي الخاص بعودة الصحافي جمال عبد الرحيم لرئاسة تحرير الجمهورية؟ فإذا كانت أعلى سلطتين في البلاد, التنفيذية (رئيس الجمهورية), والتشريعية (مجلس الشورى) لا تنفذ أحكام القضاء, فأين الإدعاء باحترامه؟ وماذا يفعل بقية الناس والمؤسسات مع أحكام القضاء؟ وعندما سُئِل الرئيس عن الذين استقالوا من مواقع قياديه ومن داخل قصر الرئاسة وهل هذا خطأ الاختيار منذ البداية.. وتفسيره لهذه الظاهرة.. قال وأنا هنا سأنقل الكلام بنصه (أرى أن هذا أمر طبيعي في سياقه في مرحلة الانتقال من حكم الفرد وديكتاتورية القيادة إلى العمل الجماعي والاستعانة بالكوادر بغض النظر عن انتماءاتها السياسية) فالرئيس يري أن استقالة 14 مسؤولًا من مؤسسة الرئاسة مابين مستشارين ونائب رئيس للجمهورية ووزير أمر طبيعي في سياقه, ولم يخبرنا سيادة الرئيس كيف يكون أمرًا طبيعيًا أن تختار مستشارين أقل خبرة وكفاءة لرئيس قليل الخبرة, ولا يكتفي الرئيس بسوء الاختيار بل يزيد عليه عدم استشارتهم أصلًا حتى في تخصصاتهم كما حدث في الإعلان الدستوري الذي لم يستشر فيه رجل القانون نائبه في ذلك الوقت محمود مكي, إن هذه الإجابة المضحكة المبكية تكشف عن نمط تفكير الرئيس في الأمور العامة, وأنا متأكد لو حدث هذا الأمر في إدارة تحترم شعبها لتم التحقيق فيه على أعلى مستوى, ولتحمل الرئيس نفقات هؤلاء الذين يكلفون الدولة رواتب وبدلات من دم الشعب الفقير دون تأدية عمل في نوع من أسوأ أنواع الخداع والضحك والاستهتار بمقدرات الشعوب والأوطان, وعندما يُسأل الرئيس عن قطع الكهرباء يقول (يؤلمني قطع الكهرباء وإن شاء الله سوف تزول.. والمصريون أهل لذلك! لأنهم يلفظون من وسطهم المتجاوز والفاسد والمجرم والمُحبِط الذي يبث روح اليأس!).. وكما يقول الرئيس: المصريون أهل لعودة الكهرباء لأنهم يلفظون من وسطهم المتجاوز والفاسد والمجرم والمُحبِط.. فهل يجد أحدُ من القراء رابطًا وعلاقة بين السؤال والإجابة؟! ويتكلم الرئيس بعد ذلك أنه (لا وجود للأخونة ولكن الكفاءة هي الأصل).. وهذا واضح ومشاهد من اختيارات السيد الرئيس! ختامًا ما خرجت به من هذا الحديث أن الرجل يعيش في برج عاجي, منفصل عن الواقع, يبرر الشيء ونقيضه, لا ربط عنده للمقدمات والنتائج, يقفز على الحقائق ويزيفها, وأعتقد أنه لو استمر الحال هكذا بهذا التفكير لأربع سنوات قادمة فلكِ الله يا مصر! دكتور /جمال المنشاوى عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.