كشفت صحيفة دير شبيجل الألمانية الخميس أن صندوق التضامن التابع للاتحاد الأوروبي ليس لديه ما يكفي للتعامل مع كارثة الفيضانات التى لم يسبق أن شهدتها المانيا وجيرانها من قبل ، مشيرة إلى أن دول وسط أوروبا ستواجه أزمة الفيضانات منفردة دون مساعدات . وقالت المجلة - في تقرير بثته بموقعها الإلكترونى- إنه على الرغم من تعهدات الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من الأسبوع الجاري بدفع مساعدات سريعة لألمانيا ودول وسط أوروبا ، إلا أن مفوض الميزانية الأوروبية يانوستس ليفاندوفسكي صرح مؤخرا بأن أية وعود في هذا التوقيت ستكون سابقة لآوانها ، مضيفا أن حجم الكارثة لا يسمح بتقديم المساعدات لهذه الدول خلال العام الجاري. وعزت المجلة القصور في الأموال المخصصة للمساعدات لحالة اختناق الميزانية التي اجتاحت دول الاتحاد الأوروبي فى الشهور القليلة الماضية ، لافتة إلى محاولات بذلها الاتحاد الأوروبي دون جدوى للحصول على موافقة الدول الأعضاء على ميزانية فترة الأعوام السبع من 2014 إلى 2020. ومن جهة أخرى فإنه على الرغم من أن حجم ميزانية صندوق التضامن لا يخضع للمناقشة العلنية، إلا أن طلب المفوضية الأوروبية من الدول الأعضاء تقديم تمويل إضافي للصندوق بمقدار 2ر11 مليار يورو لتغطية نفقاته خلال العامين الجاري والمقبل كشف عن وجود عجز بهذا الصندوق. وأشارت المجلة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي فشلت في جمع المبلغ السابق ذكره ، وعرضت عوضا عن ذلك 3ر7 مليار يورو فقط ، شريطة أن يتنازل البرلمان الأوروبي عن موقفة المتشدد بشأن ميزانية 2014 - 2020 ، وبعد أن ظهرت بوادر موافقة على هذا الطرح عاد البرلمان الأوروبي لرفضه في مارس الماضي. وأكدت المجلة أن بريطانيا وغيرها من الدول سجلت اعتراضها أيضا على فكرة التمويل الإضافي لصندوق التضامن ، ووصفت طلب المفوضية الأوروبية بغير المبرر ، قائلة إن المفوضية تتقدم بمقترحات غير مقبولة لتضخيم ميزانية الاتحاد الأوروبي في وقت تتخذ فيه الدول الأعضاء قرارات صعبة بتقليص الانفاق العام لديها. واختتمت المجلة تقريرها بتصريح ليفاندوفسكي بأن الدول التي تتعرض لموجة الفياضانات التاريخية ، مثل ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك والمجر ، قد تحصل على مساعدات من صندوق التضامن العام المقبل ، متسائلا في الوقت نفسه "كيف يمكن أن نوضح لضحايا الفيضانات في أوروبا ، وكذلك اللاجئين السوريين ، أن الاتحاد الأوروبي يريد مساعدتهم ، لكن المساعدات ستصلهم في وقت لاحق عملا باللوائح الصارمة المتعلقة بميزانيته ".