كشفت مصادر مسئولة بوزارة الري، أن مصر طالبت إثيوبيا بتقديم ضمانات كتابية تتضمن التزامًا قويًا بعدم الإضرار بأمن مصر المائي أو بحصتها البالغة 55مليارًا طبقا لاتفاق 1959، فضلاً عن ضرورة تشكيل لجنة ثلاثية تضم مصر وإثيوبيا والسودان للإشراف على إنشاء السد. وقالت المصادر، إن مصر ستسعى لتجييش عدد من القوى الإفريقية المرتبطة معها بعلاقات قوية للضغط على أديس أبابا؛ للحفاظ على حقوق مصر والسودان المائية، بعد أن رفضت خلال اجتماعات اللجنة الثلاثية تقديم تنازلات أو دراسات مستفيضة حول إضرار السد وتأثيره على قدرة مصر على توليد الكهرباء أو تخزين المياه في السد العالي. يأتي هذا في الوقت الذي كشف الدكتور طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، عن أن القاهرة ستطلق حملة دبلوماسية ضد إثيوبيا وتوضيح الموقف المصري للقوى الكبرى، ومنها الدول الداعمة لها، وقد تلوح بإجراءات عقابية ضد الدول الممولة المرتبطة بعلاقات اقتصادية وثيقة بمصر، وفي مقدمتها إيطاليا والصين. وأشار إلى أن مصر ستوصل رسالة واضحة لإسرائيل من خلال القنوات الدبلوماسية برفض أي تحرك ضد مصالحها المائية بل إنها قد تستدعي السفير الإسرائيلي بالقاهرة يعقوب اميتاي لإبلاغه موقف القاهرة الرافض لأي تدخل إسرائيلي في هذا الصدد. وأضاف أن مصر قد تجد نفسها مضطرة لطرح الحل العسكري على الطاولة وإذا شعرت بعدم جدية الجانب الإثيوبي في التعاطي مع اعتراضاتها على سد النهضة. من جانبه، قال الدكتور هاني رسلان، ، رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن ما سماه ب "فضيحة الحوار الوطنى" الذي عقده بين الرئيس محمد مرسي مع عدد من رؤساء الأحزاب أمس الأول ستكون لها تداعيات سلبية على مصر"، لافتًا إلى أن أزمة سد النهضة انتهت ب "الضربة القاضية" لصالح إثيوبيا التى سوف ترفض أى تفاوض أو حلول وسط. وأضاف: أزمة اتفاقية عنتيبى وأزمة المياه فى حوض النيل سوف تزداد تعقيدًا بما لا يقارن بالوضع السابق إلى الدور المصرى فى إفريقيا لن يكون مقبولاً ولا مستساغًا وإصلاح الضرر سيستغرق جهودًا مضنية وسنوات طويلة، هذا إذا تم إصلاحه من الأصل. وتابع: "الدكتور محمد مرسي ومساعدته الدكتور باكينام الشرقاوي ألحقا بمصر هزيمة استراتيجية، مرجحًا اشتعال موجة عداء عارمة ضد مصر باعتبار أن ما حدث في الحوار الوطني الذي تم بثه على الهواء "عنصرية واحتقارًا للشعوب.. بل إن هناك قوى داخل إفريقيا، وأيضًا من خارجها، سوف تسعى لإبقاء هذا الأثر حاضرًا ومشتعلاً من أجل التوظيف السياسى ضد مصر".