دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة إلى وقف سياسة الإقصاء للطائفة السنية، ونبذ الروح الطائفية، والتصدي لدعاتها، مشددًا على ضرورة المحافظة على اللحمة الوطنية لأبناء العراق. يأتي ذلك في الوقت الذي يشكو فيه أهل السنة من التهميش منذ الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين في 2003، الأمر دفعهم للدخول في اعتصام منذ شهور بمدينة الرمادي غرب بغداد ضد سياسة الحكومة التي يقودها نوري المالكي. وأكد الطيب خلال استقباله الشيخ رافع طه الرفاعي، مفتي العراق، أنه يتابع الأوضاع الجارية في العراق، ويدين كافة أعمال العنف والتفجيرات وترويع الآمنين من أبناء الشعب العراقي، ويؤكد على أن هذه التفجيرات دخيلة على فكر أبناء هذا الشعب، ومن يقومون بهذه الأفعال مطعونٌ في وطنيتهم وانتمائهم لبلادهم؛ حيث إنهم ينفذّون أهدافًا خارجية وطالب شيخ الأزهر،- ورجال الدين من كافة الطوائف العراقية بإصدار الفتاوى التي تحرم وتجرّم من يريد تقسيم هذا البلد وتخريبه، والتوحد والاصطفاف في خندق واحد أمام التيارات الوافدة. وناشد أبناء الشعب العراقي أصحاب الحضارة السامقة التي كانت نورا يشع منه العلم والحضارة، ومركزًا للخلافة الإسلامية والذي تآخى فيما بينه منذ فترات طويلة، و تصدى لمحاولات الحروب الأهلية أن يكونوا إخوة متحابين، ويحافظ بعضهم على بعض, مشددا علي الحكومة العراقية بضرورة العمل على بث روح الوحدة والتآخي والابتعاد عن سياسة الإقصاء الممنهج لبعض مكونات المجتمع العراقي. وحث شيخ الأزهر منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والجهات ذات الصلة من منظمات حقوق الإنسان وغيرها بالقيام بدور فعال في التحقيق في عمليات القتل الممنهج وظاهرة الجثث المجهولة التي أصبحت تملأ شوارع بغداد. من جانبه، أشاد مفتي العراق بمواقف فضيلة الإمام الأكبر تجاه أهل السنة في العالم بعامة، وفي العراق خاصة، آملاً أن يفتح الأزهر بيت الأمة الإسلامية أبوابه للطلاب العراقيين لدراسة المنهج الوسطي الأزهري من مرحلة الليسانس إلى الدراسات العليا.