تمكن مجلس الوزراء من تحقيق مساحة كبيرة فى المفاوضات التى يجريها بشأن سد النهضة الذى تقوم ببنائه دولة إثيوبيا، وقالت مصادر بالمجلس، إن الدكتور هشام قنديل طلب من الرئيس إعطائه الفرصة بشأن إنهاء الأزمة دون تدخل عسكرى كاشفين النقاب عن عقد اتفاقيات مكتوبة بين مصر وإثيوبيا بشأن مشروع السد وإمكانية استفادة مصر منه أيضا دون إضرار بحصص دول حوض النيل من ذلك . وقال الدكتور مدحت عزيز مدير معهد البحوث بوزارة الموارد المائية، إن الحكومة شكلت لجنة من قطاع مياه النيل برئاسة المهندس أحمد بهاء الدين وذلك لبحث الأزمة ومحاولة الانتهاء منها بشكل أو بآخر خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها على رأسها مسألة التفاوض مع إثيوبيا وسيكون ذلك على مجموعة من العوامل منها عرض مشروعات لتنمية الدولة بالاستفادة من الموارد المائية فيها، إضافة إلى تزويدها بإمكانيات جديدة فى مسألة توليد الكهرباء طبقا لمستحدثات العصر . وأشار عزيز، إلى أن الحكومة اتخذت حتى الآن خطوات كبيرة فى مسألة التفاوض وسيتم الأخذ بملاحظات اللجنة الثلاثية، إضافة إلى اللجنة المشكلة من الحكومة من قبل دولة إثيوبيا بشأن طريقة بناء السد والتشغيل وكيفية الاستفادة منه دون تأثير على الآخر مستبعدًا وجود أى عمليات عسكرية أو تدخل عسكرى فى إثيوبيا لأن الحكومة توعدت للرئيس بإنهاء الأزمة دون أحداث أي أزمات جديدة ودون خوض معركة عسكرية يستفيد منها الآخر . وكشف صفوت عبد الدايم أمين عام مجلس الوزراء وعضو لجنة التفاوض مع إثيوبيا، أن هناك تحسنًا ملحوظًا فى تفاوض مصر مع دول المنبع حول سد النهضة التى تسعى إثيوبيا لبنائه بما يعنى وجود انفراجة قريبًا، موضحًا أن التفاوض مع إثيوبيا يمكن أن يتم مع بناء السد أيضًا لأن فيه مصلحة أكبر من ضرره، مشيرًا إلى أن التشارك فى توليد الكهرباء من خلال هذا السد يمكن تقاسمها من خلال الدفع بخبراء وإمكانات مصرية لإثيوبيا للمشاركة معهم فى هذا المشروع . وأضاف عبد الدايم، أن أزمة السد ستنتهى وفى صالح مصر وقريبًا جدًا كما أن هناك إمكانية كبيرة للاستفادة من السد دون الإضرار بحصة مصر من مياه النيل وتلك هى المعادلة التى يسعى مجلس الوزراء إلى تحقيقها فى الفترة المقبلة . فيما قال علاء الظواهرى، إن هناك تخوفات كبيرة من قبل الحكومة من تأثيرات بناء السد، موضحًا أن هناك أربعة سدود أعلنت عنهم إثيوبيا سابقا، مؤكدًا أن هناك معاهدات ستتم كتاباتها بين مصر وإثيوبيا حول إنهاء أزمة سد النهضة ومن خلال نقاط محددة ودون إخلال أى طرف بتلك البنود مع الطرف الآخر . وأشار الظواهرى إلى أن الجانب المصرى يدرس اتفاقيات جديدة مع إثيوبيا خلال الفترة المقبلة مع إتاحة الأمر لإثيوبيا فى تنفيذ مشروعها دون الجور على حقوق مصر، كما أنه يمكن لمصر تقديم الخبرات الكاملة فى مجال عمليات بناء سد النهضة بما يسمح لعدم الاصطدام بين مصر وإثيوبيا . وقال الظواهرى، إن النقص فى كمية المياه واختلاف المواسم المائية إضافة إلى التخوف من فرض سياسة الأمر الواقع هى أبرز الأضرار التى تمس مصر من وراء بناء سد النهضة مطالبًا جميع الأطراف بتكثيف الجهود لأجل إنهاء الأزمة والخروج بأقل الخسائر.