عقدت أحزاب وقوى المعارضة السورية مؤتمرا في دمشق "الخميس" ناقشت فيه آليات التنسيق تجاه المؤتمر الدولي حول سوريا المزمع عقده الشهر المقبل فى جنيف ، لتوضيح موقف هذه القوى من القضايا المطروحة . ودعت القوى المجتمعة - في بيان أصدرته في ختام المؤتمر - أحزاب وقوى المعارضة الداخلية إلى عقد لقاء سريع والقيام بتنسيق الحد الأدنى باتجاه المؤتمر خوفا من الاحتمالات السياسية السلبية التي سيعمل عليها المركز الأمريكي وحلفاؤه داخل سوريا وخارجها. وأكد البيان أن قوى المعارضة الداخلية بكل مسمياتها تدرك أن الوضع في سوريا وصل إلى حالة أزمة وطنية شاملة مستعصية على العنف ، وأن هناك غالبية شعبية رفضت الاستقطاب إلى أي جهة وتريد الخروج من الأزمة بأقل الخسائر وجراء تغيير ديمقراطي جذري وشامل بوسائل غير عنيفة . ولفتت القوى المعارضة في بيانها إلى أن أصدقاء سوريا يعرفون أن هناك تيارات معارضة جادة وكانت سباقة قبل غيرها إلى التأكيد على الحل السلمي عبر الحوار غير المشروط وضرورة مشاركة كل الأطراف المسئولة عن الأزمة والمعنية بها ، مع التأكيد على ضرورة حضور ممثلين عن فعاليات الكتلة الشعبية الغالبية كضرورة لإنهاء فعلي لمعاناة الشعب السوري . ودعت القوى النظام واطراف المعارضة الداخلية للموافقة على عقد مؤتمر حوار وطنى شامل داخل سوريا بغض النظر عن صاحب الدعوة .. معتبرة أن ذلك سيلعب دورا كبيرا في رسم سياقات اخرى للمؤتمر الدولي ووضع تراكمات يصعب تجاوزها . وحملت القوى والأحزاب المشاركة في المؤتمر أطراف المعارضة الاخرى مسئولية عدم الاهتمام بعقد لقاء تنسيقي وتشابهها في هذا النهج بشكل خاص مع ادعاءات ائتلاف الدوحة في تمثيل المعارضة .. معتبرة أن النظام يتحمل مسئولية التسويف والتأخر الشديد فى عقد مؤتمر حوار وطنى شامل وعدم جديته حتى الآن واستمراره فى اعتماد استراتيجية الحل الآمنى والعسكري والتشابه في هذا مع الجهات المتطرفة داخل طيف المعارضة . وحذرت القوى والأحزاب في بيانها من خطورة اعتبار المؤتمر مسألة تقنية لإجراء تغيير سياسي وديمقراطي ، مشيرة إلى أن هناك قضايا سياسية خطرة على كل المستويات سيحاول الصف الأمريكى تحقيقها باستغلال الوقائع على الأرض وإجراء تحولات عميقة ضد المصالحالعليا للشعب والوطن السوري . واعتبرت الأحزاب المشاركة في المؤتمر أن دعوة التنسيق بين معارضة الداخل ودعوة عقد مؤتمر حوار وطنى شامل وتلبية أطراف اخرى لهاتين الدعوتين مسالة مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة قبل عقد المؤتمر الدولي وبعده . وأكد أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير الدكتور قدري جميل خلال المؤتمر أن الجلوس على طاولة الحوار فرض على الجميع لانه يجب الخروج من حالة الاستعصاء بمكاسب وخطوات مؤثرة على الشعب السوري .. معربا عن أسفه من مواقف بعض القوى الوطنية التي تختص قضايا الأزمة في بضعة نقاط متناسية أن القضية في الواقع تتعلق بتحديد خارطة طريق سورية . وأوضح جميل أن المؤتمر الدولي فى جنيف سيعقد بفضل التوازنات الدولية التي ستفرض المؤتمر على جميع اللأطراف .. مشيرا إلى أهمية التحضير الجيد لهذا المؤتمر ومناقشة آلياته وعناوينه والشخصيات والوفود المشاركة. بدوره ، أكد عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير الدكتور علي حيدر أن مؤتمر جنيف سيكون أحد أدوات تفكيك حالة استعصاء الأزمة السورية .. مشددا على أن الشعب السورى هو صاحب الحق الشرعي والوحيد في تقرير مصيره وليس أي طرف خارجي وان كان الحل عبر مؤتمرات خارجية وداخلية . وأشار عادل نعيسة من الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير إلى أن المجتمعين في اللقاء هم فصائل معارضة تتميز عن فصائل المعارضة الاخرى من حيث انها تتبع وسائل التغيير اللاعنفى وترفض التدخل الخارجي .. مجددا تأكيده على أن تغيير بنية النظام مطلب ثابت ولكن بالطرق السلمية . ورأى نعيسة أن المؤتمر الدولى سيعقد بعد أن توازنت القوى في الحسابات الدولية وهو الأمر الذي جر الولاياتالمتحدة إلى تغيير استراتيجياتها للجلوس إلى طاولة المفاوضات ، مبينا أن المعارضة الداخلية ستحاول رفع برنامجها ورؤيتها إلى المؤتمر الدولي.