وجه الرمز الإسلامي الكبير وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الشيخ عبود الزمر انتقادا مفعما بالألم لجماعة الإخوان المسلمين بسبب انفرادهم بالقرارات ورفضهم النصيحة من قبل شركائهم في العمل الإسلامي والعمل السياسي ، كما انتقد بعض القرارات الصادمة التي تخرج ولا يعرف بها شركاؤهم إلا من وسائل الإعلام ، وقال الزمر في مقال تنشره صحيفة المصريون غدا أنه كان على الجماعة أن تدرك " أن هناك أيضاً على مستوى الساحة من يستطيع القيام إلى جوارهم بهذه المهام , خاصة أن مرحلة الثورة والبناء تقتضيان المشاركة وليس الانفراد الذي يؤدي في النهاية إلى عدم القدرة على حمل المسؤلية بالكامل علاوة على حجم الانتقاد الواسع ضد من يعتمد هذا المنهح ، وأنحى باللائمة على أعضاء جماعة الإخوان في البرلمان وما خلفه من ردود فعل شعبية شديدة السلبية عند الرأي العام مضيفا :" أننا لم نلحظ أداءً مميزاً تحت القبة نستطيع أن نقول أنه يمثل الرؤية الإسلامية للبرلماني المسلم , خلا بعض المواقف من حزب البناء والتنمية في مجال إنكار الذات والتسديد .. الحكم الإجمالي على هذا الأداء أسوقه في شكوى رجل الشارع الذي استوقفني ذات يوم وقال إن الإسلاميين في المجالس النيابية لم يختلفوا كثيراً عن البرلمانات السابقة" . وتحدث الشيخ عبود الزمر عن اضطراب القرار عند الجماعة حزبها السياسي قائلا : هذا ولقد كانت نصائحي المسداة إلى الإخوان أو الحكومة أو الرئاسة تأتي من منطلق الحرص على الوطن ومصلحة المواطنين وترتيب الأولويات وعقد المصالحة الوطنية , والتأكيد على أهمية الحوار مع كافة القوى الوطنية والسياسية كي نرسم خارطة جديدة لمشروع وطني جامع نلتف من حوله جميعاً, ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن , وشهدت الساحة ارتباكاً إدارياً كبيراً , ثم نزاعاً سياسياً لم يتم تداركه حتى الأن , وأصبح المطبخ السياسي الحكومي يقدم الوجبات الإجبارية للمواطنين دون أن يسأل عن ألوان الطعام التي يرغبون فيها' فرأينا الكثير من القرارات لا تلقى قبولاً والعديد منها يتم التراجع عنه كنتيجة مباشرة للرفض الجماهيري الواسع" ، وأنحى الزمر باللائمة على تجاهل الجماعة للنصائح المخلصة قائلا :"أما الذي يدهشني حقاً هو تكرار نفس الأخطاء الحكومية وكأنه لا اعتبار لتجربة مضت , أو أزمة وقعت , فنجد أن مشروعاً كبيراً مثل تنمية أقليم سيناء ومشروع محور قناة السويس لا يتم التشاور حوله مع القوى السياسية وإنما نسمع عنه متسرباً في وسائل الإعلام بشكل مفاجئ .. إن هناك من يؤكد لنا أن الإخوان لا تحب أن تعمل بنصائح أحد وتفضل أن تكون المقترحات من بنات أفكار أبنائها , وصادرة من أفواهها!! فإن صح هذا لا قدر الله فإن هذا الصنيع يضع فاعله في المرتبة الدنيا من طبقات القادة الذين سيتحدث عنهم التاريخ". وختم عبود مقاله المهم بتوجيه النصيحة للجماعة أنها ما زالت قادرة على استعادة شعبيتها المفقودة بشرط تصحيح المسار قائلا :" هذا ولازلت أري أن الفرصة سانحة أمام الإخوان لاستعادة شعبيتهم ومعاونة مؤسسة الرئاسة في إدارة شئون البلاد , وإدراك أسباب الخلل واستيعاب فقه اللحظة , ومعالجة السلبيات التي تقع من بعض قيادات الإخوان".