عندما يملي القضاء على مجلس الشورى المنتخب ما يجب أن يضعه من مواد في أي قانون فهذا يعني أن القضاء هو السلطة التشريعية الأعلى التي تعلو سلطة الشعب . عندما يحل القضاء قرار رئيس الجمهورية المنتخب بالدعوة للإنتخابات فهذا يعني أن القضاء هو السلطة التنفيذية العليا التي تعلو رئيس الجمهورية المنتخب . عندما يبرئ القضاء أقطاب الفساد في النظام السابق فهو يخرج لسانه للشعب قائلا " أنا ها هدم ثورتكم " . عندما يبرئ القضاة المتورطين في أحداث العنف والتحريق و المولوتوف والقتل فهو يشعل ويساعد على إشتعال الشارع المصري . عندما يرفض القضاء رفع الحصانة عن القضاة المتورطين في رشاوي واستيلاء على أراضي الناس فقد حصلوا على السلطة المطلقة التي لم تكن لمبارك أصلا والتي هي مفسدة مطلقة . عندما يحكم القضاة بأحقية الجيش والشرطة بالتصويت تطبيقا لمبدأ المساواة ويرفضون ان يطبق نفس المبدأ على تسويتهم ببقية موظفى الدولة في سن المعاش فهذه عدالة عرجاء عوراء لا تستحق منصة القضاء . عندما يعرف القضاة ما يجره إشراك الجيش في التصويت في الانتخابات من خراب وصراع داخل وحدات الجيش فهذا يعني أنه متآمر على مصر , وإن كان لايعرف فهو غير جدير بمنصة القضاء , ولكن يمكن أن يجلس في منصة جبهة الخراب أو منصة قاضي الغرام بالسلطة . عندما يطلب القضاء دخول العسكر المعترك السياسي فهو مشترك في المؤامرة الصهيوامريكية على مصر ويجب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى . عندما يعلو صوت قضاة معينين من قبل الطاغية مبارك على صوت السلطات المنتخبة من الشعب إذن مبارك هو الذي يحكم . عندما يفتح القضاة باب الإستعانة بالخارج فهو يصرح لكل ذي هبة و دبة بالعمالة و الخيانة . عندما تجعل اللجنة التأسيسية للدستور المجلس التشريعي مراقب من القضاء و الشعب ويجعل السلطة التنفيذية مراقبة من القضاء والسلطة التشريعية و الشعب بينما القضاء مرفوع عنه الرقابة و المحاسبة من أي سلطة أخرى فقد وضعه في منصب الحاكم الإله . الكل منتظر متى تأتي الضربة القاضية ويحل مجلس الشورى ليكون القضاء هو صاحب السلطة المطلقة التي ستحكم على مرسي بالحل ثم بالسجن , وتسلم السلطة لمجلس رئاسي عالماني عسكري ونعود وكأنك يا ابو زيد ما غازيت ساعتها انتظروا هدم الأقصى وفتح السجون وتعليق المشانق للإسلاميين . قد بدت البغضاء في أحكامهم , وما زال القضاة يوجهون لكماتهم للشعب في مجلس شوراه المرتعش المتردد , و الجمهور المتفرج أمام الشاشات بما فيهم الثوار سابقا الغافلون حاليا ينتظرون مشاهدة الضربة القاضية وحل مجلس الشورى , ليصبح بدون مبالغة هو السلطة الأعلى والمطلقة وهو المتصرف الأوحد بشئون الوطن والحاكم الإله الذي لا معقب لحكمه ولا راد لقضاءه . ويرجع سبب هذا كله إلى اللجنة التأسيسية التي أثبتت أنها طائفية من طائفة "أصله طيب وعلى نياته" وإلى مجلس شورى مرتعش لم يلتحم بالشعب , ورئيس حليم مع من لايفسرون الحلم إلا بالضعف لم يستطع أن يوظف الإعلام لحماية وعي المصريين , وكذلك شعب يقول لمرسي ومجلس شوراه إذهبوا أنتم فقاتلوا تصحبكم السلامة و الدعوات إنا عليكم متفرجون .