الحديث عن انتهاء عصر الر يادة المصرية للعرب واختفاء مقولة ان مصر لم تعد ام الدنيا ليس وليد اللحظة فقد سبق ومر بخاطر العديدين فى مواقف وازمنه مختلفه فقد ظهر هذا الطرح بخجل بعد نكسه 67 وهزيمه التجربه المصريه للنهضة فى عهد عبد الناصر , كما ظهرت ايضا بقوة بعد الصلح المنفرد للسادات مع اسرائيل وفرض عزله عربية على مصر, وتظهر الان بشكل اكثر قوه بسبب تدهور الدور السياسي القومى المصرى حاليا وتبنيها اجند ة تضعها فى خانة واحدة مع امريكا واسرائيل وفى مواجهة باقى العرب . هذا الطرح عززه تقرير امريكى انفردت به "المصريون" الاربعاء الماضى واكد على ان مصر لم تعد ام الدنيا وايا كان شخصيةالقادم لحكمها فى المستقبل فلن يستطيع ان يعيد لمصر زعامتها للعالم العربى الذى لم يجد امامه اى نموذج مصرى للنجاح فى اى مجال من المجالات يخول لمصر ان تتحدث عن ريادتها او تجعل العرب قابلين للزعامه المصرية. وبنظرة محايدة يمكن القول ان هذا الطرح قد يكون صحيحا لاول وهلة فالنظام المصرى يرتكب حماقات سياسية واخطاء دبلوماسية جعلت حجم الكراهية وعدم الاحترام للدور المصرى ينتشر فى الدول العربية ,مصر الان على خلاف مع اكثر من نصف العالم العربى دون مبررات منطقية سوى ان اختيارات مصر السياسية والدبلوماسية تضعها دائما فى خانة المشكوك فيه والكل يعلم ان هذة المواقف المصرية والتنازلات والانحياز الى وجهة النظر الامريكية والاسرائيلية هى قربان مصرى لاختيار وريث يحكم مصر . ومع كل ذلك اجدنى مضطرا للتذكير بان مصر ستعود ام الدنيا وزعيمة العرب لاسباب كثيرة ليس منها الشوفينية الوطنية او اننى انحاز الى بلدى على حساب العقل والمنطق لان الواقع يؤكد ان الدور القومى المصرى لا يظهر الا مع الازمات والكوارث الكبرى التى تهدد الوجود وتحتاج الى قائد . واذا عدنا الى التاريخ القريب وليكن التاريخ الاسلامى وننظر الى هجوم التتار على العالم العربى والاسلامى ورغم تعدد الدول التى حفل بها العالم الاسلامى وقتها الا ان كلها سقطت امام الزحف المغولى الذى اسقط عاصمة الدوله العباسية لكنه جاء ليتحطم على ابواب مصر فى معركه عين جالوت . وفى الحروب الصليبية ورغم ان صلاح الدين الايوبى العراقى الكردى نشأ فى ظل دولة قوية فى الشام الا ان طرد الصليبين من القدس لم يحدث الا عندما ذهب صلاح الدين واسس دولته فى مصر وجاء ليطرد الصليبيين من بيت المقدس . وفى حرب اكتوبر قهر المصريون الاسرائيليين فى اكبر نصر عربى على اسرائيل فى التاريخ الحديث , وحتى فى قضيه احتلال العراق للكويت لولا الموقف المصرى لما تم مواجهه صدام واخراجه من الكويت . اذن الاحداث والمواقف والتاريخ والوزن القومى والسكانى لها دور كما ان عبقرية المكان كما قال جمال حمدان هى التى تفرض على الدولة التى نشأت فى هذا المكان العبقرى ريادتها ايا كان اسمها (يعنى لو كانت الدولة التى نشأت فى هذا المكان هى موزمبيق لكنا نقول ان موزمبيق هى ام الدنيا )لان المكان له قوانينه التى يفرضها . انا لست خائفا من انهيار الريادة المصرية لانها فترة وستعود مرة اخرى وقد حدث من قبل كما اسلفت بل ان عودة الريادة الى مصر بعد قطيعة طويلة مع العرب جاءت على يد الرئيس مبارك ؟ وهى مفارقة ان الرجل الذى استطاع ان ينتزع موقع القياده لمصر هو الان من تنسحب القيادة من بين يديه ولا يبدوا انة مهتم . اذن الادوار الكبرى والزعامات مفروضة على دول بعينها ومنها مصر وبالتالى فان اختفاء الريادة المصرية بشكل كامل لن يحدث لان العرب يحتاجون مصر كما ان مصر تحتاج العرب انها نظرية لا تقبل التغيير ويكفى ان اى مواجهة او حرب قادمة فى المنطقة (وهى مواجهة حتمية وستحدث) درعها الاول وقيادتها مصرية , اسرائيل ما زالت تصنف مصر على انها عدوها الاول فى المنطقة وليست سوريا او ايران ,وانا اطمئنن الاسرائيليين بان الشعور متبادل ويزيد عليه ان اسرائيل هى العدو الاول والوحيد لمصر وللمصريين .