رفضت جماعة "الإخوان المسلمين" دعوة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء لها بالكف عن الخلط بين العمل الدعوى والسياسي، وممارسة العمل السياسي بعيدا عن الدين أو الاكتفاء بالعمل الخيري، مؤكدة أنها لن تتراجع عن منهجها الحالي في المزج بين الأمرين، رغم تكلفته الباهظة وإدخالها في صراعات لا تنتهي مع النظام، والتعرض لحملات اعتقال على فترات متفاوتة تطول أبرز قياداتها. وقال الدكتور محمد مرسي المتحدث الإعلامي باسم الجماعة تعليقا على تصريحات نظيف لشبكة "CNN" إن كلامه "قديم وسياقه غير صحيح، لأن الذي يتحدث عن الإسلام يجب أن يعرف ويوقن أن الإسلام منهج متكامل له الكلمة الأخيرة والفصل في كل قضايا الأمة والمجتمع والتجمعات والمؤسسات والحكم والعلاقات بين الدول". وأضاف ل "المصريون": "الجميع يعلم يقينا أن الإخوان ينتهجون المنهج الإسلامي الصحيح المتكامل منهج أهل السنة والجماعة في ممارسة أنشطتهم المختلفة سواء على المستوى الاجتماعي أو الشعبي أو السياسي"، وقال إن "الإخوان يتبنون في دعوتهم الإسلام الشامل كما يجب أن يكون وكما فهم من رسول الله صلي الله علية وسلم والصحابة والتابعين، وما فهمه الفقهاء، فالإسلام منهج متكامل لا فرق فيه بين شعيره كالصلاة والزكاة والشريعة كالقانون والعمل والحكم والسياسة". واعتبر أن كلام رئيس الوزراء عن أن الدستور يحظر الربط بين الدين والسياسية ينم عن عدم علمه بالدستور، ودعاه إلى مراجعة مواد الدستور والقانون، مستشهدا بالمادة الثانية من الدستور التي تؤكد أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع، إلى جانب أن هناك أحكاما قضائيا صدرت بهذا الخصوص، منها حكم صدر في عام 2000 بالسماح باستخدام "الإسلام هو الحل" كشعار انتخابي له لا يخالف الدستور أو القانون. من جانبه، قلل المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد من أهمية كلام نظيف، واصفا إياه بأنه "رجل غير سياسي"، وقال إن المصريين اختاروا الجماعة لأنهم "يفهمون الإسلام فهما شاملا حيث أنهم لا يفرقون بين الدين والسياسية، بينما الدولة تستغل الدين أسوأ استغلال في تحقيق أغراض سياسية الدين منهم براء". واتهم نظيف بأنه يتناقض مع نفسه في دعوته للجماعة بعدم الخلط بين الدين بالسياسة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يطالب فيه الجماعة بالكف عن ذلك "يستخدم الدين لتحقيق أغراض سياسية"، عبر استغلال تصريحات شيخ الأزهر- باعتباره وزير شئون الأزهر- في خدمة الأهداف السياسية لحكومته. وأشار إلى أن برنامج الحزب "الوطني" برنامج ديني صرف وقد جرى مناقشة هذا منذ ثلاث سنوات أثناء مناقشة التعديلات الدستورية، وطالب بحل الحزب الحاكم عملا بوجهة نظره تجاه عدم خلط الدين بالسياسية، وأوضح أنه يوجد في الدستور 8 مواد صريحة تتحدث عن الدين والشريعة الإسلامية. من جهته، شن الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي الرسمي للكتلة البرلمانية ل "الإخوان" هجوما على نظيف ووصفه بأنه "ليس سياسيا بالمرة، لذا يجب أن يتجنب مثل هذه التصريحات لأنها تبين مدي ضحالة فهمه السياسي والدستوري"، وتساءل: لماذا يتجنب الإخوان الخلط بين السياسة والدين؟، مشيرا إلى أنه لا عتاب عليه في تلك التصريحات لأن "اللي ميعرفش يقول عدس"، على حد تعبيره.