كشفت دراسة تحت عنوان" الطفل.. الفقر.. والفوارق الاجتماعية" أعدتها "منظمة اليونيسيف لرعاية الأمومة والطفولة" والتابعة للأمم المتحدة، أن ملايين الأطفال في مصر يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون من الحرمان الشديد، ومعرضين للخطر، بالرغم من التقدم الذي تزعمه الحكومة في مصر. وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة "أخبار الطب اليوم" على موقعها على الانترنت يوم الجمعة الماضي، إن ما يقرب من نصف سكان مصر تحت 18 سنة من العمر يعيشون على أقل من 2 دولار يوميا، حيث نقلت الدراسة عن سيجريد كاج، مدير اليونيسيف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قوله: "من المهم أن ننظر في كيفية تأثير الفقر على حياة هؤلاء الأطفال، وكيف يمكننا التصدي له، لأن الطفل الذي يعيش في حالة من الفقر نادرا ما يحصل على فرصة ثانية للحصول على التعليم أو بداية سليمة في الحياة". وخلصت الدراسة إلى بعض النتائج المهمة بأن أكثر من 7 ملايين طفل، يحرم من إحدى وأهم حقوقه الرئيسية، والتي تشمل الحق في التغذية، والمياه ومرافق الصرف الصحي، والحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية والمأوى والتعليم والمشاركة والحماية، كما أظهرت أن حوالي 5 ملايين طفل محرومون من ظروف السكن الملائم ، و نحو 1.5 مليون طفل تحت سن 5 سنوات يعانون من الحرمان من الغذاء والصحة، بالرغم من أن الفقر لا يفرق بين الجنس سواء كان ذكر أو أنثى، إلا أن الفتيات في المناطق الريفية، كانت هي الأقل احتمالا للالتحاق بالمدارس أو إكمال تعليمهن. ودعت الدراسة إلى زيادة الاستثمار في الأطفال للحفاظ على وتيرة التقدم الذي أحرزته مصر، مؤكدة على ضرورة التوعية بحقوق الطفل، والقوانين التي تحمي هذه الحقوق، والسياسات التي تستهدف معالجة الفقر بين الأطفال بشكل مباشر. يشار إلى أن سيجريد كاج مدير اليونيسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، اجتمع مع السيدة سوزان مبارك وناقش معها "مشروع 100 مدرسة"، ودوره في إنشاء المدارس الصديقة للطفل، والتحديات التي تواجهها مبادرات تعليمية، خاصة للأطفال المعاقين، كما ركزت المناقشات على عمل اليونيسيف في مصر والمنطقة ككل ، وكيفية زيادة التعاون معها . واجتمع كاج مع وزراء الأسرة والسكان والتعليم والتضامن الاجتماعي والصحة، فضلا عن رئيس مجلس الوزراء ومركز المعلومات لدعم القرار. يذكر أن دراسة "فقر الأطفال في مصر" أجراها مركز البحوث الاقتصادية والمالية للدراسات في جامعة القاهرة بتكليف من منظمة اليونيسيف، وهي جزء من مبادرة عالمية لليونيسيف التي أجريت بين عامي 2007 و 2009 للنظر في تأثير الفقر على الأطفال في 46 بلدا، حيث تركزت الدراسة على الفقر والحرمان التي تواجهها العائلات مع الأطفال من خلال النظر في الفجوات والفرص في الاستراتيجيات الوطنية للحد من الفقر، بما في ذلك السياق الديمجرافي والاقتصادي والعمالة والقطاعين العام والخاص، وأيضا النظر في المجال المالي والمساعدات الخارجية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أجرت دراسات مماثلة في ثلاث بلدان أخرى هي جيبوتي والمغرب واليمن.