وصف د.عصام العريان يوم أمس 26/5/2013 جماعة الإخوان المسلمين ب"الجماعة الربانية"!!.. وأثناء الحملة الانتخابية على المقعد الرئاسى عام 2012، وصفت الجماعة د.مرسى ب"المرشح الرباني"! ويبدو لى أن الخطاب الإعلامى للإخوان، يتعمد بشكل منظم لصق كلمة "رباني" فى كل ما يتعلق بواجهة الجماعة "التنظيمية" و"الدعائية".. ولا نريد أن نتحدث بشأن معناه "الردعي" بمعنى: أنه يستخدم كأداة "ردع" أو "زجر" لأية ممارسة نقدية للجماعة، سواء جاءت من داخلها أو من خارجها.. باعتبار أن النقد هنا سيكون ل"الجماعة المختارة" على طريقة "شعب الله المختار".. وأنها "اختيار الرب" وليست "اختيار بشر".. وكل نقد لها هو بالتبعية نقد ل"قدر الله" الذى اصطفاها من دون الجماعات السياسية والدينية فى العالم الإسلامي.. على طريقة اصطفاء الله تعالى ل"مريم" عليها السلام على نساء العالمين! لا أريد أن أبالغ فيما يمكن أن توصف به مثل هذه الممارسة الردعية، ولا نعاتب أحدًا حال اعتبرها نمطًا من أنماط "الإرهاب الديني".. لأنها تنزل الإخوان منزلة "الجماعة المقدسة" التى يعتبر المساس بها "كبيرة دينية" لا توبة منها إلا بالرجم والقذف والسب بأقذع الشتائم الجنسية، العلنية، كما يحدث الآن من الكتائب الشبحية المنتشرة على شبكة الإنترنت ومحسوبة على "الجماعة الربانية"! أعرف أن د.عصام العريان، من أكثر الشخصيات الإخوانية انفتاحًا، على الآخرين، ويستمع جيدًَا ل"النقد" وفى مرات كثيرة لاحظت أنه يعمل بالنصائح التى تقدم عبر مقالات المحبين والمتعاطفين مع الإخوان. ومن هنا.. فإن المسألة هنا لا تسيء فقط للجماعة، إنما قد يمتد ضررها إلى "الإسلام ذاته" وإلى تنزيه الله تعالى عما يصفون علوًا كبيرًا. على سبيل المثال لا الحصر ماذا نفعل إذا فشل المرشح "الرباني" القادم من بين صفوف الإخوان المسلمين أمام مرشح "غير رباني" علمانى، يسارى، شيوعى أو ليبرالى مثلاً؟! وماذا نفعل حال فشلت "الجماعة الربانية" الإخوان المسلمون فى إدارة البلاد.. وتفوقت قوى "غير ربانية" من المعارضة عليها، فيما بعد فى إدارة ثروات البلاد وأزماتها، وحققت ما عجزت عنه "الجماعة الربانية" بحسب وصف الإخوان؟! الآن يتحدث الإخوان أيضًا عن "الرئيس الرباني"، يقصدون به الرئيس محمد مرسي!!.. فماذا لو فشل مرسى "مبعوث العناية الإلهية".. وعزل من منصبه سواء فى احتجاجات شعبية واسعة على طريقة طرد مبارك.. أو عبر صناديق الاقتراع وهزم أمام مرشح رئاسى من جبهة الإنقاذ مثلاً؟! والحال أن الإسراف فى استخدام مثل هذه المصطلحات.. بات موضوعًا للتهكم والسخرية، وأتمنى من أصدقاء الجماعة من الإسلاميين غير الإخوان، أن يهمسوا فى أذن د.العريان أو فى أذن المرشد العام د.بديع، وينصحونه بأن تتحلى الجماعة الحاكمة ب"الوقار" وأن تمسك عليها لسانها، لأن العقل المصرى تغير ولم يعد يقبل أن يكون عرضة لمثل هذا "الاستغفال الديني" الساذج. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.