تأتي ذكري إعلان دولة الكيان الصهيوني العنصري الاستيطاني أو ما يسمى بالدولة العبرية اليهودية على أطلال فلسطين العربية الإسلامية في ظروف بالغة القسوة على الشعب الفلسطيني مما يدعونا إلى إطلاق النداء: عززوا صمود الفلسطينيين. تتواكب هذه الذكرى الأليمة التي تواطأ فيها المجتمع الدولي آنذاك على تتويج الجهود الصهيونية المستمرة منذ مؤتمر "بازل" الذي تبنى فكرة "تيودور هرتزل" بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين مع تطورات بالغة الأهمية. 1- أثبت الشعب الفلسطيني تمسكه بثوابته الوطنية رغم كل الضغوط فلم يتنازل عرفات إلى نهاية الشوط وفضل الموت شهيدا وترك منظمة فتح منقسمة بين متمسكين بالثوابت وبين حيارى يشكلون الأغلبية وبين قلة متصهينه. 2- أيد الشعب الفلسطيني خيار المقاومة فاحتضن الفصائل المسلحة وأمدها بالشباب المقاتل حتى فتح أنشأت كتائب شهداء الأقصى وانفصل عنها لجان المقاومة الشعبية وعادت الشعبية إلى النضال المسلح. 3- صوت الفلسطينيون في عملية ديموقراطية رائعة لصالح حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تسلمت الحكومة فأصبحت تحمي خيار المقاومة وتمنع المزيد من التنازلات وتصمد في مواجهة الضغوط الدولية. 4- ساندت الشعوب العربية والإسلامية الفلسطينيين طوال انتفاضتهم الأولى بالحجارة 1987 / 1993 ثم انتفاضة الأقصى الباسلة طوال السنوات الأربع أو يزيد 2000 / 2004 وضغطت بكل الوسائل على الحكومة لتقديم المزيد أو للتوقف عن الضغوط. 5- استمر المجتمع الدولي ممثلا في الأممالمتحدة واللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي وغيرها من المؤسسات في دعم وتأييد الدولة الصهيونية نقية الدم ومتجاهلا حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعدالة، وكان أبرز ذلك هو حال الحصار الحالي المفروض على الشعب الفلسطيني بسبب خياره الديموقراطي الحر وتمسك الحكومة الفلسطينية بثوابت الحق الفلسطيني. **** مع كل ذلك تشعر الدولة الصهيونية بقلق بالغ على مستقبلها رغم الترسانة النووية بأكثر من 200 رأس نووي حربي. ظهر ذلك في مناسبات عديدة كان أخرها قرار المحكمة العليا الصهيونية بحرمان الآف النساء والرجال من الحق في ( لم الشمل ) بين مواطنين فلسطينيين من الضفة الغربية وآخرين داخل الخط الأخضر جمع بينهما ميثاق ورباط الزوجية المقدس وأصبح عشرات الآلاف مهددين بالطرد من الأطفال والنساء وتشتيت الأسر المستقرة. وظهر ذلك أيضا في هلع الحكومة الصهيونية من العملية الديموقراطية الفلسطينية وضغوطها المستمرة لإجبار "حماس" على تغيير ميثاقها والتنازل عن برنامجها لكي تكرر ما فعلته مع منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح من قبل التي انتزعت منها اعترافا بالوجود الصهيوني بينما لم تعطها شيئا سوى عودة عشرات الآلاف من اللاجئين وبقى الملايين منهم في المخيمات خارج فلسطين. يظهر القلق الصهيوني أيضا في حال الحصار والتجويع المفروض على الشعب الفلسطيني لتركيعه وإذلاله كما يظهر في تبني الحلول الأحادية الجانب مما يعني فشل الحلول السلمية والعودة إلى خيار "التخندق" للاستعداد لحرب طويلة بديلا عن مشروع سيطرة الكيان الصهيوني على الشرق الأوسط الكبير الذي تبناه " شيمعون بيريز " وحاول تسويقه في المؤتمرات الاقتصادية بدءا من "الدارالبيضاء" وسيؤدي ذلك إلى عزلة يهودية في وسط عربي رافض لوجودها. *** كيف نعزز الشعب الفلسطيني ؟ أولا: بتبني خيار الإصلاح الديمقراطي لاختيار حكومات عربية تمثل الشعوب عبر انتخابات حرة ونزيهة. لقد ثبت أن أحد أهم أسلحتنا لمواجهة الضغوط الأجنبية والتهديدات الأمريكية والمشروع الصهيوني هي "الديمقراطية". كما أنها أهم أداة لمقاومة الثالوث المدمر "الاستبداد والفساد والتخلف". ثانيا: بالضغط المتواصل على حكوماتنا لتقديم المساعدات الضرورية للفلسطينيين بملايين الدولارات وعدم الرضوخ للتهديدات الأمريكية، بل بالسعي للضغط على المجتمع الدولي نفسه لرفع الحصار الظالم عن الفلسطينيين. ثالثا: بالتبرعات الشعبية السخية للشعب الفلسطيني وابتكار آليات ووسائل كثيرة ومتعددة مثل "حملة المليار لفك الحصار" و"مؤتمر علماء المسلمين" وغيرها، ولنرفع شعار "المؤاخاة" مع الفلسطينيين "أسرة مع أسرة"، "نقابة مع نقابة"، "مدينة مع مدينة"، ولنتواصل عبر "الإنترنت" ولنتواصل عبر الفلسطينيين الذين يعيشون خارج الوطن وهم جسور للشعب المحاصر في الداخل. رابعا: بالوعي بالقضية الفلسطينية وإحياء المناسبات الخاصة بها وتذكير الشعب العربي والشعوب الإسلامية بحقائقها وأنها قضية العرب والمسلمين المركزية وأن القدس والأقصى هي محور الصراع بيننا كعرب ومسلمين وبين أمريكا وأوروبا الظالمين المتآمرين على مقدساتنا وحقوقنا.