ناقش مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في اجتماعه صباح أمس الأربعاء بالمقر الرئيسي في المقطم خطة الجماعة لتنمية شمال سيناء وإقامة المشاريع التنموية بها وفتح المدارس وانتقال عدد من الدعاة الوسطين إليها للقضاء على التطرف.. وذلك بعد إجراء عملية تطهيرها من البؤر الإرهابية، مطالبين الرئيس بسرعة البدء في تلك الخطوات وذلك لمنع تكرار تلك الحوادث فضلاً عن دور ذلك في تحسين صورة الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين قبل الانتخابات البرلمانية القادمة. وعلمت "المصريون" أن الجماعة قررت التواصل مع حماس لمساعدتها في عملية تطهير سيناء والرقابة على الأنفاق لمنع تهريب الأسلحة من القطاع إلى الجماعات الإرهابية بها تمهيداً لهدمها بصورة كلية على أن تفتح المعابر بين مصر وفلسطين بصورة مستمرة تسمح بتوفير احتياجات أهالي القطاع في ظل الحصار المفروض عليهم من جانب الكيان الصهيوني. وقال مصطفى الغنيمي، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إن الإفراج عن الجنود لم يكن سوى بداية لعملية موسعة في سيناء لتطهيرها من البوئر الإجرامية، فضلاً عن تنميتها من مختلف الجوانب وفتح المدارس والمستشفيات بها ونقل عدد من الدعاة إليها، بالإضافة إلى التواجد الأمني المكثف في سيناء لحمايتها، خاصة في ظل ما عاناه به من تهميش متعمد على مدار الثلاثين عام الماضية لتظل حدودنا في خطر، ومؤكدًا أن برنامج النهضة منح أولوية لسيناء.
وفيما يتعلق باتفاقية كامب ديفيد وموقف الكيان الصهيوني من تلك التحركات المصرية أكد "الغنيمي" أن الرئيس محمد مرسي أشار مرارًا إلى احترامه المعاهدات الدولية ولكن ذلك لن يأتي على حساب الأمن الوطني المصري، مضيفًا أن المعاهدات الدولية يجب أن تخدم مصلحة الوطن بالأساس، مشدداً على أن النظام المصري الحالي لن يسمح أن تكون سيناء مرتعاً للموساد الاسرائيلي على حد وصفه. وأشار عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، إلى أن عملية التطهير والسيطرة على سيناء ستحتاج الى تنسيق مع الجانب الفلسطيني وقطاع غزة والذي يمثل أمن قومي لمصر وذلك من جانب أجهزة المخابرات ومؤسسة الرئاسة وغيرها من القنوات، مؤكداً أنهم لا يعارضون فكرة هدم الانفاق بل يطالبون بها ولكن مع ضرورة إتاحة السبل الأخرى لضمان توفير المستلزمات المعيشية لأهالي القطاع، وفتح معبر رفح بصورة دائمة بين مصر وفلسطين وعندئذاً من الممكن أن يتم هدم المنافق ومنع تهريب السلاح والمخدرات من غزة إلى سيناء والعكس.
وثمن "الغنيمي" مجهودات الرئيس محمد مرسي والمؤسسة العسكرية في تحرير الجنود دون إسالة نقطة دماء واحدة، منتقداً في الوقت ذاته الأداء الإعلامي الذي لم يمنح تلك القضية الاهتمام اللائق بها وتعامل معها وكأنها "محزنة" على حد قوله، مشيرًا إلى ضرورة أن يمارس الإعلام دوره كجهاز وطني بعيدًا عن الخلافات الأيدلوجية.
ومن جانبه قال سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، إن سيناء في حاجة إلي مزيد من الاهتمام وأهالي سيناء يستحقون حياة أفضل .. حزب الحرية والعدالة يعطي في برنامجه أولوية مطلقة لتنمية شمال سيناء والاستفادة من مواردها، مضيفاً، خلال تصريحات له على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الإفراج عن الجنود المختطفين يؤكد أن ثقتنا في الرئيس والمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية كانت في محلها.. تحية لكل من شارك في حقن الدماء، وتحية للأحزاب والشخصيات الوطنية التي استجابت لدعوة الرئيس وشاركت بإبداء الرأي والشورى، وأتمني أن يراجع البعض مواقفه التي تصر علي العزلة وعلى مقاطعة الحوار.