عبر الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية عن استنكارهما البالغ لحادث اختطاف سبعة من جنود الجيش والشرطة على يد مسلحين في شمال سيناء، فيما وصفاه ب "العمل الإجرامي، الذي يتنافى مع أصول الإسلام". وقال الأزهر إنه يتابع "بأسى بالغ حادث اختطاف جنود مصر البواسل الذين طالما باتوا يحرسون في سبيل الله، ويحافظون على أمن البلاد والعباد، ويستنكر ذلك العمل الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه عملٌ إجراميٌ خسيس، يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الوطن". وناشد الخاطفين "الرجوع إلى الحق وإلى تعاليم الدين الحنيف والقيم الإنسانية التي تعلي من كرامة الإنسان، وتؤكد على حرمة الخطف والترويع "مسلمًا كان أو غير مسلم"، استجابة لقول نبي الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم : ( لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم)، ولقوله: ( من نظر إلى أخيه نظرة يخيفه بها أخافه الله يوم القيامة)". وطالب الأزهر الخاطفين "سرعة إطلاق سراح الرهائن، وإعادتهم آمنين، حرصًا على حقِّ الحياة الذي يمنحه الله تعالى لجميع خلقه على السواء"، معتبرًا أن "هذا الفعل المشين من الخطف والترويع والمخاطرة بحياة الأفراد، يتنافى مع أصول الإسلام، كما يتنافى مع الحريات التي أقرتها المواثيق والأعراف الدولية، وأن شريعة الإسلام تتبرأ ممن يرتكبون هذه الجرائم المنكرة". وأهاب بالمختطفين أن "يرجعوا إلى الحق وإلى القرآن الكريم وأحكامه، وألا يسهموا في ازدياد تشويه صورة العرب والمسلمين أمام العالم، كما يدعو إلى تحكيم العقل، وإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية". وفي المقابل، دعا الأزهر أهالي المختطفين إلى التحلي بجميل الصبر واحتساب هذا الحادث في موازيين الأجر، كما دعا المسئولين إلى ضرورة العمل على تحرير الجنود المختطفين، وعدم التهاون مع مرتكبي الحادث. من جانبها، استنكرت دار الإفتاء بشدة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات "تظهر التعامل غير الإنساني الذي تعرض له جنودنا الذين تم اختطافهم في سيناء". وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية في بيان أن "هذا العمل الإجرامي يعتبر تهديدًا لهيبة الدولة المصرية، ينبغي التعامل معه بكل حسم تقدره أجهزة الدولة المعنية في ظل ما يتوافر لها من معطيات". وأوضح أن تسريب مثل هذه اللقطات أدى إلى إيذاء مشاعر المصريين جميعًا على اختلاف انتماءاتهم، مضيفًا أن "الإسلام لا يقر مثل هذه المعاملة مع أسرى الحروب أنفسهم، فكيف بأبناء الوطن الذين تم اختطافهم أثناء أداء أعظم واجباتهم وهي حراسة الوطن". وطالب المفتي الخاطفين بضرورة الإفراج الفوري غير المشروط عن الجنود، مهيبا بهم أن يتقوا الله عز وجل في "خير أجناد الأرض" كما وصفهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.