قيادي بحزب النور للأسوشيتد برس : نؤيد مرسي في رفضه للحل الأمني تخوفاً من إراقة الدماء ... المخرج الوحيد لهذه المشكلة هو السماح بإعادة محاكمة أولئك المدانيين لشعورهم بالظلم أحد الضباط المعتصمين عند معبر رفح لن نبرح المكان حتي نعيد الجنود أحياء أو أموات ... والسلطات علي علم بمكان تواجدهم إلا أنهم يخشون مواجهة المختطفين "إنًّها لكارثة إذا ما تصاعد الموقف إلي مواجهة مع الجنود المصريين الأخرين " بتلك الكلمات عبر أحد الضباط المعتصمين عند معبر رفح الحدودي للمطالبة بانقاذ الجنود المصريين السبعة المختطفين عن تخوفاته من تداعيات تهديدات ضباط الأمن باستخدام القوة ضد المتظاهرين لفض اعتصامهم وطردهم من منطقة معبر رفح ، وإعادة فتح الحدود . ونقلت صحيفة " لوس أنجلوس تايمز " – الأمريكية – عن ذلك الضابط المعتصم قوله :" إنَّ المتظاهرين مسلحون أيضاً وعلي استعداد للدفاع عن أنفسهم إذا دعت الضرورة . وأضاف الضابط أسامة علي " إنَّ المسؤولين يأتون للمعبر لزيارتنا ليخبرونا بأنهم علي علم بمكان تواجد الجنود إلا أنَّهم عاجزون عن انقاذهم ... أي مسؤول يأتي لزيارتنا يريد التفاوض من أجل فتح المعبر ؛ لكن الجنود ليسوا في ذهنهم علي الاطلاق ." وتابع :" نحن علي استعداد للذهاب إلي هناك وانقاذ الجنود ... لقد قلت للمسؤولين ما عليكم إلا أخبارنا بمكان اختطافهم ونحن سنحمل أسلاحتنا لنطلق سراحهم ... لقد أقسمنا ألا نسمح بفتح ذلك المعبر أو نبرح المكان حتي تتم عودة الجنود أحياء أو أموات... لدينا ما يكفينا من الطعام والماء لمدة شهر في حال قاموا باغلاق المعبر علينا ." وأوضحت الصحيفة " الأمريكية " أنَّ المتظاهرين عند المعبر الحدودي يرون أنَّ السلطات المصرية قادرة علي فعل أي شىء سوي ابداء التعاون لانقاذ الجنود ، فكل ما يشغل بالها فقط هو التداعيات السلبية الناجمة عن اغلاق المعابر مشيرةً إلي الأعمال الغير منجزة المزعومة لآلاف المسافرين الفلسطنيين ، بما فيها وفد مسؤولي " حماس " الذي زار القاهرة مطلع الأسبوع الماضي ؛ لاستئناف المحادثات التي ترعاها مصر مع فتح . وذكرت أنَّ ما يقرب من 170 متظاهراً من عائلات وزملاء الجنود المختطفين قد احتشدوا لاغلاق معبر رفح الحدودي الأحد لليوم الثالث علي التوالي , وأقسموا ألا يبرحوا أماكنهم وبأن يزداد عددهم حتي عودتهم . ولفتت الصحيفة إلي أنَّ تقارير إخبارية محلية كانت قد أفادت بأن الجنود المختطفين طالبوا السلطات باطلاق سراح ستة من بدو سيناء المتهمين في شن هجوم علي مركز شرطة بالعريش في يوليو 2011 . وتابعت أنَّ المسؤولين في وزارة الداخلية قد نفوا استعدادهم للتفاوض مع الخاطفين ؛ إلا أنَّ جهودهم مستمرة لتحديد أماكن تواجدهم بمساعدة شيوخ القبائل في المنطقة ، بحسب وسائل اعلام رسمية ، بينما أعلنت الرئاسة أنَّها تُراقب عن كثب تطور الوضع ، والتقي الرئيس مرسي وزيرا الداخلية والدفاع ، بالإضافة إلي رئيس جهاز المخابرات العامة ( السبت ) ؛ لبحث سُبل اطلاق سراح الجنود بأمان وعلي وجه السرعة بحسب بيان صادر عن الرئاسة . ووصفت الصحيفة الأمريكية شبه جزيرة سيناء التي تخضع للأعراف القبلية بالمنطقة " المضطربة أمنياً " ؛ إذ تصاعد الصراع فيها في الفترة التي أعقبت قيام الثورة . ففي أغسطس الماضي لقي 16 جندياً مصرعهم علي يد مجهولين في نقطة تفتيش علي الحدود المصرية – الإسرائيلية . كما استشهد أربعة أخرين في هجوم مماثل في يونيو ويوليو 2012 ؛ ولم تتم مسائلة أي جهة عن الحادث إلي الآن . وأشارتْ إلي أنَّ الهاربين من أحكام قضائية يتخذون من المناطق الجبلية في سيناء ملاذاً آمناً لهم ، حيث تتجنب قوات الأمن الاقتراب منها؛ لما قد يواجهونه من أعمال عنف جراء مداهمتهم لها للقبض عليهم . أما وكالة الأسوشيتد برس – الأمريكية – فلقد رأت أنَّ عملية الخطف قد أربكت حكومة الرئيس محمد مرسي ، واعتبرتها بمثابة "اختبار" لقدرة إدارته علي استعادة الأمن في شبه جزيرة سيناء المضطربة أمنياً - علي حد وصف الوكالة - . كما أنَّه جدد الجدل القومي بشأن أفضل السُبل لمعالجة المشاكل التي تواجهها محافظة شمال سيناء ، التي تطل حدودها علي قطاع غزة ، وإسرائيل . وقالت إنَّه بينما يطالب الكثيرون باستجابة أمنية سريعة ، يزعم البعض الأخر بأن مثل تلك الخطوة قد تثير رد فعل عنيف . ونقلت الوكالة الأمريكية تصريح يونس مخيون – رئيس حزب " النور " السلفي الذراع السياسي للدعوة السلفية في مصر – تصريحه لها عقب لقائه رئيس الجمهورية : " بأن مرسي تواق إلي تجنب الرد الأمني ... حتي وإنْ كانت هناك بعض الأصوات المطالبة بالتدخل الأمني والحسم ؛ إلا أنَّ مرسي يريد انقاذ الجنود المختطفين سلمياً ، والبعد عن الدخول في مواجهات مع رجال القبائل المحلية... إنَّ الحل الأمني هو الأسهل ؛ إلا أنه لا يريد إراقة الدماء ." وقال مخيون إنَّ حزبه أيضاً ضد الحل الأمني ؛ لما سيسفر عنه من إراقة الدماء فضلاً عن أنَّه لن يحل المشكلة – وهي الشعور الدائم لدي الكثيرين من المتهمين والمسجونين خلال حكم مبارك بالظلم . وقال إن مطالب الخاطفين تشمل اطلاق سراح مالا يقل عن 600 سجين ، بعضهم تمت إدانته قبل عام 2011 . ويري أن المخرج الوحيد لهذه المشكلة هو السماح بإعادة محاكمة أولئك المدانيين . من جانبها اعتبرت صحيفة " فوكس نيوز " - الأمريكية - أنَّ حادث اختطاف الجنود السبعة ، إنما يسلط الضوء علي إلي أي مدي قد انهار الأمن في شمال سيناء منذ اندلاع ثورة 25 من يناير ؛ إذ استغلت العصابات الإجرامية والمسلحون ، ورجال القبائل المحليون المستاؤن مما اعتبروه تمييزاً من قبل الدولة ضدهم ، حالة الفراغ الأمني ؛ لتهريب السلاح ، ومهاجمة قوات الأمن ، واختطاف السياح ؛ لمساومة السلطات والضغط عليهم لاطلاق سراح ذويهم المسجونين.