أحاطت مصر التي ترعى الحوار الفلسطيني، جهودها الرامية لتحقيق المصالحة الفلسطينية بالكتمان، وعدم تسريب أية معلومات بهذا الشأن إلى الإعلام، في محاولة لتفادي الإخفاق الذي منيت به جولات الحوار السابقة، بعد أن كانت قد أوشكت على انتزاع توقيع حركة "حماس" على الورقة المصرية ودخولها حيز التنفيذ. وترفض مصر الانخراط بشكل مباشر في المفاوضات في الوقت الراهن، وتعتمد بشكل أساسي على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مسعاها لإتمام ملف المصالحة الفلسطينية، من خلال إزالة العقبات أمام توقيع "حماس"، بعد شهور من توقيع حركة "فتح" عليها، في ظل التحفظات التي أبدتها على ورقة المصالحة. وفي هذا السياق، التقى موسى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في دمشق يوم الخميس الماضي دون أن يفصح أي منهما عن فحوى مباحثاتهما، حيث التزم الطرفان عدم الإفصاح عن نتائج اللقاء. وصرح موسى في مؤتمر صحفي مع مشعل: "لاحظت استعدادًا في المصالحة وأرحب به من جميع الجهات ولكننا نريد تقدمًا عمليًا وتوقيع ما هناك من أوراق ولينتهي هذا الأمر". فيما علمت "المصريون" من مصادر مطلعة، أن الجامعة العربية هي التي قامت برعاية لقاء سري عقد في بيروت بين عزام الأحمد رئيس الكتلة البرلمانية ل "فتح" بالمجلس التشريعي الفلسطيني وأسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان، تم خلاله بحث سبل إزالة العقبات من أمام توقيع "حماس" على ورقة المصالحة، وأبدى الطرفان خلاله مرونة لإنجاح الجهود المصرية العربية. وفي أعقاب اللقاء، رفض الأحمد الخوض في تفاصيل ما دار من نقاش في الاجتماع الذي استغرق ساعات، واكتفى الأحمد بقوله في تصريحات صحفية "لمست في اللقاء لغة جديدة ولهجة جديدة ورغبة ظاهرة" في تحقيق المصالحة. وكانت المصالحة الفلسطينية ضمن القضايا التي ناقشها الرئيس حسني مبارك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مباحثاتهما بالقاهرة أمس. واستمر اللقاء بينهما نحو نصف ساعة انصرف عباس على إثره دون أن يتحدث إلى الصحفيين.