عندما اشتدت حملات مكافحة الإدمان في محافظات مصر، أسرع الشمامون يبحثون عن العلاج وهذا ما يحدث عند كل حملة لمكافحة المخدرات، حيث يتم القبض على التجار الذين يتعاملون معهم فيعجزون عن الحصول على الهيروين. وعن كيفية إدمان الشباب للهيروين يقول أحد الأطباء: إدمان الهيروين وهو أكثر أنواع المخدرات خطورة لا يأتي من فراغ.. فلا يحدث أن يدمن الشخص الهيروين مباشرة ولكنه يبدأ بأنواع أخرى من المخدرات ثم يتعرف على الهيروين وعادة ما يعرفه عن طريق التاجر الذي يبيع له المخدرات الأخرى فيبدأ بإغرائه بأن يمنحه جرعة بلا مقابل مادي ويوهمه بأنه نوع أفضل من الذى يعتاده وبعد أول مرة أو بعد الثانية يحدث الإدمان فيعود إليه ثانية ولكن هذه المرة يدفع المقابل ويصبح زبونًا مدمنا للهيروين، وعن إدمان الهيروين بين الفتيات ثبت أن نسبة الفتيات المدمنات للهيروين إلى الشباب تعادل 7% فقط وعادة ما تتعرف عليه الفتاة عن طريق الزوج إذا كان مدمنًا أو من الأصدقاء، والهيروين إما أن يؤخذ عن طريق الشم أو عن طريق الحقن بالوريد، وهو أكثر خطورة، لأنه يصل إلى الدم مباشرة، إن كل شخص يحتاج من الجرعات كيفما تعود وتختلف الجرعة التي يتعاطاها كل شخص مدمن وفقًا لقدرته المادية فمعروف أن التاجر المدمن يحتاج إلى ثلاثة جرامات من الهيروين، إن الهيروين عبارة عن نوع من أنواع الأفيونات، وهي مواد مصنعة وليست طبيعية مثل الحشيش، ومدمن الهيروين لا يستطيع أن يعالج منه إلا طبيًا، ولكن الحشيش ما هو إلا تعود يحتاج من اعتاد عليه إلى قوة إرادة فقط عندما يريد العلاج منه، ويحدث إدمان الهيروين عندما يحصل الشخص على الجرعة للمرة الثانية أو الثالثة فتعتاد خلايا الجسم عليه وتحدث الأعراض الجسمانية فإذا تأخر عن شمه في موعده يشعر المدمن بإسهال ورشح ونشر في الجسم وعدم تحكم في انفعالاته وهمدان عام مع عدم القدرة على التركيز وفقدان في الشهية أما إذا استمر في تعاطيه بعد المرة الثالثة وحاول الانسحاب فيحدث في هذه الحالة انهيار في الوظائف الحيوية وانهيار في وظائف الكبد، ولاسيما الهيروين والكوكايين اللذان يتعاطاهما المدمن عن طريق الشم، وهي مساحيق خفيفة الوزن باهظة الثمن، يصل سعرها إلى ستة أضعاف سعر الذهب، لأن الكيلو جرام الواحد من الهيروين يتطلب استخلاص محصول فدان كامل من نبات الأفيون، لاستخراج المسحوق الناعم الشفاف البني اللون، الذي يعطى رائحة الخل ويوفر لمن يشمه الإحساس بالتعاطى وتتضاءل أمام عينيه جميع المشاكل والهموم، ويكتمل إحساسه بالسعادة المتناهية التى تجعل منه مدمنًا، وإذا كان الحشيش والأفيون لا يحولان متعاطيهما إلى مدمن إلا بعد ثلاث جرعات متفرقة، فإن الجرعة الأولى من المخدرات البيضاء تكفي جدًا للدخول بصاحبها إلى دائرة المدمنين، وإذا أضفنا إلى ذلك الارتفاع الكبير في سعر الكوكايين والهيروين – الذي قلنا إن سعر الجرام الواحد منه يساوى سعر ستة جرامات من الذهب – فإن توفير ثمن الشمة يصبح بعد ذلك مشكلة، حتى أمام القادرين والموسرين، وهذا هو السر في أن الشمامين يتحولون بسرعة إلى موزعين ومهربين، حيث إن حصيلة التوزيع تعود على صاحبها بمبالغ كبيرة وخاصة أن نقل وتسريب هذا المخدر هو في الواقع أسهل كثيرًا من تهريب غيره من المخدرات التقليدية وهذا البلاء ليس في مصر وحدها بل – أيضا - وبشكل واضح . وفي بعض الدول الأخرى تتكرر الآن المأساة – وإن كانت قد بدأت بشكل أقل حدة . وفي أحياء كثيرة تكون المقهى هي بؤرة الفساد ومنها يبدأ الإدمان، ويتردد المدمنون يوميًا على المقهى الذي عادة ما يكون في أحد الأزقة البعيدة عن عيون رجال الشرطة ويلعب صاحب المقهى دور المعلم فيها، ولكن صاحب مقهى لم يكن المعلم في هذه القصة الحقيقية ولكنه كان ضحية لأشخاص ظلوا يترددون كل يوم عليه وبدلًا من أن يمنعهم من تعاطي المخدرات عنده جذبوه دون أن يدري حتى أصبح واحدًا منهم . [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]