الذين هاجموا نجم المنتخب المصري محمد زيدان لانه قَبَّل يد الرئيس مبارك اثناء تكريمه لأبناء حسن شحاته ، وربطوا بين ما فعل الشاب ، وما فعلته الوزيرة عائشة عبد الهادى عندما انحت خلسه – رغم وجود عشرات من الاشخاص وكاميرا نقلت الحدث الى الناس علي الهواء – لتطبع قبلة امتنان سريعة على يد السيدة الاولى ، تجنوا كثيرا على الشاب الذى أظن أنه باندفاعة وتهوره وجنونة أبعد ما يكون عن النفاق ، فعقب تكريم الرئيس للمنتخب انهالت الرسائل علي بريدي الاليكتروني عن قبلة زيدان تحت عناوين كثيرة بينها المنتخب ينافق الرئيس ، واستنساخ عائشة عبد الهادي ، وقبلة زيدان على يد الرئيس ، هى عناوين كفيلة بأن اشاهد الفيديو ، .. وشاهدته .. زيدان يمشي بسرعه ناحية الرئيس ويحمل قميص المنتخب في يده ، الرئيس يمد يده ليسلم عليه فينحني ليقبلها ثم يأخذ الرئيس بعدها بالحضن ،ويقبله من الناحيتين ويتبادل معه حديثا باسما قصيرا ، وبس ، اين النفاق فى ذلك ، واين تقليد عائشة عبد الهادي ، تلك التى ستظل مضرب للمثل فى النفاق والمداهنة و التذلل وستنضم بالتأكيد الى تراثنا العبودى الذي لا يبدأ ب " يارتني مسمار فى جزمة سعادتك " ولا ينتهى ب" شلوت سعادتك دفعة للأمام " مرورا طبعا بالنكتة الشهيرة " أنا اسف اللي اديت سعادتك ضهرى " فزيدان الشاب المتمرد المندفع الذى ترك كاميرا الجزيرة - وهو علي الهواء - ليدافع عن زميل له احتك به لاعبو الجزائر لا يمكن أن يقال عنه انه منافق .. والموقف مختلف تماما زيدان يمكن ان يعيش خارج مصر مدي الحياة ولديه نادى قوي في الدوري الالماني واندية اخري تسعي لضمه ، وبنات قمرات زي الشربات يحسده عليهن من في سنة ، وارصده في البنوك - جمعها من كرة القدم وليس من القروض او التهليب او الفساد - اي انه لديه حياة كاملة لا يحتاج ان ينافق ، ربما اعتبره مثل والده وربما لم يصدق نفسه وهو يجد نفسه امام رئيس بلده ، ومنحه وسام ويمكنك أن تضع مئات من " ربما " لكن الربط ظالم جدا بينه وبين ست البيت التي اصبحت وزيرة ، تقبل الايدي لمن حول حياتها من ست بيت اكبر احلامها " ان صنية البطاطس ما تتحرقش قي الفرن " الى وزيرة تنشر اخبارها في الصفحات الاولي من الصحف القومية .. تلك الصحف التى كانت تحتاج الي واسطة لكى تنشر تهنئة أو نعى فيها ، وبالتالي هى تدين لمن رفعها ووضعها على مقعد الوزارة ، ومن ابقاها ومن بيده أن يبقيها مثلما ابقي فاروق حسني " لما شاء الله " لذا لم تتحرج وهى تنحني وأظن أنها لن تحرج أن تفعلها مرة اخرى بمنطق ست البيت الشاطرة المدبرة التى تحافظ على استقرار وضعها . وبالتالي فان الربط بين الاثنين خاطيء لدرجة السذاجة ومضلل – بفتح اللام وكسرها – لدرجة الظلم ، فرأسمال الشاب الصغير هو موهبته وقدرته علي امتاع الجمهور ، وبالتالي لن ينافق الرئيس بتقبيل يده ، لكن رأسمال الوزيرة ، هو ولاءها التام والمطلق للحزب ولجنة السياسات واسرة الرئيس ، فلا هى مثقفة لا سمح الله ولا هى موهوبة فى عملها ، او تنتمي لفصيل عمالى متواجد في الشارع ، بالعكس ، رصيدها هو عمال الحزب الوطني الذين يظهرون في الصورة وقت الحاجة للتغطية على الوجه الحقيقى لعمال مصر ، ولعلنا نتذكر تصريحاتها التى بثتها الفضائيات من منزل اسرة شهيد الحدود التى كانت اشبه بالفضيحة ، كلام لا يخرج من وزيرة بل من جارة راحت تتطمن على جارتها اللي ابنها بعافيه شوية . هى لا تمانع من أن تقبل يد السيدة الاولى ، بنفس التفكير والمنطق الذي قادها الى فكرة ارسال بنات مصر جواري الى الدول العربية ، ليمارس عليهم القهر والذل بأبشع صورة نهارا وليلا، - وكله كوم وليلا كوم تانى - منطق العجز عن التفكير ، الباحث عن اسرع طريقة للوصول الي الهدف ، وهنا اذكر ما قاله لي الخال رضوان الكاشف رحمه الله ذات يوم ، وكنا وقتها نتناقش حول ما حدث للطبقة المتوسطة في مصر عندما قال لى " لم يبقي منها الا من يتحايل علي الظروف ، ولن يظهر ممن يتحايل علي الظروف ، الا إذا بالغ في المحايلة وقدم كل التنازلات الممكنة ، ليصل الى ما يعتقد أنه بر الامان ، نفس الكلام ينطبق على وزيرة نست وظيفتها ووقفت جانب رجال الاعمال ضد العمال اللى في رقبتها ، هنا من البديهي جدا ان تقبل الايادي ولو فيه حاجة تاني غير الايادى – علي رأي هنيدي – تبوسها . [email protected]