سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فهمي هويدي يحذر من اتخاذ حكاية "المهنية" ذريعة للتطبيع الصحفي مع الصهاينة وصلاح عيسى يعترض على عقوبة هالة ويعتبرها غير شرعية وعبد الله كمال يعاير حسن نافعة بانتقاد مبارك في قناة الجزيرة ومؤمن الهباء يؤكد أهمية أخذ دروس في الإدارة والتخطيط من حسن شحاتة
كتب فهمي هويدي في الشروق ينتقد أولئك الصحفيين الذين يندفعون باتجاه التطبيع مع الصهاينة بدعوى أن "المهنية" تفرض ذلك ويقول : وجدت أن ذريعة «المهنية» تكررت فى تعليقات بعض الزملاء، وهو ما يعنى أن المسألة مازالت تحتاج إلى ضبط قبل أن يتسع الخرق على الراتق، ويصدق البعض حكاية «المهنية» هذه، بحيث يستدرجون إلى التطبيع مع العدو الصهيونى دون أن يشعروا. فى هذا الصدد عندى ثلاث ملاحظات هى: * أن المهنية ينبغى أن تكون محكومة بالموقف الأخلاقى، والتواصل مع الإسرائيليين باسم المهنية يعطى انطباعا بأن الموقف المهنى متحلل من القيود والضوابط الأخلاقية. ومقاطعة إسرائيل فى ظل استمرار سياساتها العدوانية وجرائمها والوحشية هو موقف أخلاقى بامتياز، وهو ما أدركه العديد من الناشطين فى مختلف أنحاء العالم الغربى الذى تتحالف أغلب دوله مع إسرائيل، ومن المفارقات أن دعوة المقاطعة انطلاقا من الموقف الأخلاقى يرددها نفر من الأكادييمين المثقفين والناشطين الشرفاء فى إنجلترا وأمريكا وكندا وإيطاليا وفرنسا، فى حين يتجاهلها بعض الإعلاميين الذين يجردون المهنى من ذلك الموقف الأخلاقى. * إن موقف المقاطعة إلى جانب ذلك هو سلوك ديمقراطى، إذ هو من قبيل الامتثال لقرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، التى صوتت الأغلبية الساحقة من أعضائها لصالح مقاطعة العدو الإسرائيلى، شأنها فى ذلك شأن النقابات المهنية المصرية الأخرى. * إن هذا الأصل يمكن أن يرد عليه استثناء فى حالة الضرورة، باعتبار أن الضرورات تبيح المحظورات، والمبدأ الحاكم هنا يميز بين ضرورات الموظفين الذين يعملون فى إطار الدولة التى وقعت اتفاقية «سلام» مع إسرائيل، وبين خيارات المثقفين الذين لا تلزمهم تلك الاتفاقية، خصوصا إذا كانت نقاباتهم المهنية رفضتها، وهو الحاصل فى الدول الغربية المتحالفة مع إسرائيل فى حين أن بعض مثقفيها اختاروا مقاطعتها للأسباب الأخلاقية والإنسانية، وإذا ما اختار بعض الصحفيين أن يتصرفوا كموظفين رسميين فليقولوا ذلك صراحة، ولا داعى للتستر وراء المهنية والحرفية وغير ذلك من الأقنعة. وفي المصري اليوم أراد صلاح عيسى أن يضرب كلوبا في ابتهاج الصحفيين بصدور قرار تأديبي ضد زميلين لخرقهما قرار حظر التطبيع ، بإعلانه أن القرار غير شرعي ، والتفاصيل كما يحكيها تقول : المؤكد، فهو أن الأفعال التى قام بها الزميلان د. هالة مصطفى وحسين سراج، هى مخالفة صريحة للقرار، الذى يحظر كل أشكال التطبيع النقابى والمهنى والشخصى، وأن كل الذرائع التى ساقاها لتبرر ذلك، كالقيام بالواجب المهنى، أو قيام آخرين بأنشطة تطبيعية، ليست مبرراً، لقبول المخالفة، إذ إن مجالها هو العودة للجمعية العمومية التى أصدرت القرار، لكى تُعدِّله أو تستثنى منه إذا شاءت.. أما والقرار قائم، فقد كان يتوجب عليهما، كما يتوجب على غيرهما الالتزام به. أما المؤكد ثانياً فهو أن اندفاع مجلس نقابة الصحفيين لاتخاذ إجراءات تأديبية ضد المطبعين من الصحفيين، هو مقامرة غير مأمونة العواقب، سوف تنتهى، على عكس ما يطيق الذين تحمسوا لها، بإضفاء حماية قضائية على الصحفيين المطبعين، وتفقد قرار حظر التطبيع كل إلزامية له، وتحوله إلى حبر على ورق. وبيان ذلك، كما حذرت منذ خمسة عشر عاماً، وأثناء عاصفة كوبنهاجن، أن قانون نقابة الصحفيين، شأنه فى ذلك شأن كل قوانين النقابات المهنية، يربط بين المؤاخذة التأديبية وميثاق الشرف الصحفى وآداب المهنة، والمادة 75 من قانون النقابة الحالى الصادر عام 1970، صريحة فى أن الذى يؤاخذ تأديبياً هو «الصحفى الذى يخالف الواجبات المنصوص عليها فى قانون النقابة ولائحتها الداخلية ولائحة آداب المهنة، أو يخرج على مقتضى الواجب فى مزاولته للمهنة، أو يظهر بمظهر من شأنه الإضرار بكرامتها أو يتنافى مع آدابها»، وهو قريب من النصوص التى وردت فى هذا الشأن فى قانونى النقابة السابقين لعامى 1941 و1955. وليس من بين واجبات عضو النقابة الواردة فى القانون، أو فى اللائحة الداخلية للنقابة، أو فى نصوص لائحة آداب المهنة وتقاليدها - أى ميثاق الشرف الصحفى - أى إشارة إلى أن من بين هذه الواجبات التزام العضو بقرارات الجمعية العمومية، لتكون مخالفتها مبرراً مشروعاً للإحالة للتأديب، بل إن المادة 56 من الدستور، تتضمن هذا الربط بوضوح، وتلزم النقابات «بمساءلة أعضائها عن سلوكهم المهنى وفق مواثيق شرف أخلاقية». ومعنى الكلام أن المبرر القانونى الوحيد، لإحالة الصحفى للتأديب، هو مخالفته لميثاق الشرف الصحفى. وفي روزا اليوسف صب عبد الله كمال جام غضبه على كل من الدكتور حسن نافعة والدكتور محمد السعيد إدريس لأنهما شاركا في لقاء بقناة الجزيرة انتقدا فيه الحكومة المصرية ، ورأى كمال أن ذلك خرق لأصول مهمة ، يوضحها بقوله : أهم الأصول التي لا يخالفها السياسيون المحترفون والمحللون ذوو القيمة أنه لا يتم التهجم علي السياسة الخارجية خارج الدولة.. خصوصا إذا كانت الساحة التي يطلب فيها التهجم تنتمي إلي محور آخر مناقض في مصالحه وعلاقاته للدولة التي تتعرض من أبنائها للتهجم. لم أسمع أبداً عن سياسي أمريكي محترم ذهب إلي موسكو لكي ينتقد واشنطن. هذه قاعدة ينبغي التذكير بها لمن يفقهون. وإن كنت أشك كثيراً في أن من أعنيهم سوف يتبعونها.. لسبب بسيط وهو أنهم لا يلتزمون بأي أصول أو قواعد أو معايير في معرض انتقادهم للدولة المصرية.. في أي موضوع أو أي ملف أو أي مجال.. داخلي أو خارجي. وبعض من أعنيهم تابعتهم قبل أيام في برنامج علي قناة الجزيرة.. اسمه "في العمق".. حيث كان الضيفان هما حسن نافعة أستاذ الجامعة المحبط.. وغير المتحقق.. ومحمد السعيد إدريس الخبير المعروف في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.. وأحد مؤسسي حركة كفاية.. الذي لا أعتقد أنه يمكن أن يتقول بنفس الانتقادات لدولة خليجية عمل بها.. أو لإيران المتخصص في شئونها. العنوان العريض لما كانا يقولانه يتعلق بانتقادهما لتوجهات السياسة الخارجية بأساليب أيديولوجية.. وقد جاء هذا بالطبع علي هوي قطر وقناة الجزيرة التي لم تختر أن يكون من بين ضيوفها أي ممن يؤيدون السياسة الخارجية المصرية.. وتحول الضيفان إلي مجرد عرائس لعب في خطة القناة المستمرة من أجل الهجوم علي السياسة الخارجية المصرية.. بخلاف تحريضات أخري. القاعدة الثانية في التعامل مع السياسة الخارجية لدولة ما.. هي أن التحليل يجب أن يستند إلي معلومات.. ولا يكون سماعياً.. ولا يكون عشوائيا.. ويأسف المرء حين يري هكذا كوادر من النخبة المصرية وهم يقولون أي شيء في أي اتجاه.. استناداً إلي مواقف مسبقة وترويجاً لأجندة بعينها وبتحليل يخلو من المنهج العلمي ومعايير الاحتراف ولا علاقة له بالمعلومات. مجرد هواة.. شيء محزن. وفي المساء أكد مؤمن الهباء على أن الكابتن حسن شحاته المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم أعطى الكثيرين في مصر درسا في الإدارة والتخطيط السليم ، ويقول : من الإنصاف أن نعترف بأن الإنجاز الكبير الذي حققه منتخبنا الوطني في بطولة الأمم الأفريقية.. والذي أدخل الفرحة إلي قلوب جماهير مصر والعالم العربي.. يرجع الفضل الأول فيه إلي مدير فني يمتلك أدوات القيادة.. ويمتلك القدرة والكفاءة.. إلي جانب الضمير الحي.. والتواضع.. والثقة الكبيرة في نفسه.. وفي الفريق الذي يعمل معه. وقد قدم هذا المدير بأدائه الذي تابعناه خطوة خطوة نموذجاً للقائد الناجح.. الذي يحسن إدارة فريق العمل.. ويحسن توظيف قدراته بما يحقق أفضل النتائج.. وهو نموذج تتطلع إليه قطاعات عديدة في مجالات العمل الوطني كي تنفك من عثراتها المزمنة. كلنا يعرف أن مشكلتنا في مصر.. بل مشاكلنا الكثيرة المتراكمة.. هي في الأساس مشكلة إدارة.. وقد أعطانا الكابتن حسن شحاته في هدوء درساً بليغاً في الإدارة.. وفي القيادة.. يجب أن يتعلم منه ويقتدي به كل مسئول في موقعه إذا أراد ان ينجح.. وأن يصل إلي نفس النتائج المشرفة التي وصل إليها هذا الرجل. ولا أبالغ إذا قلت اننا كنا في حاجة إلي هذا الدرس من مواطن مصري. مثلي ومثلك.. لكي نثق في أنفسنا.. ونثق في قدرتنا علي النجاح بعقلنا وجهدنا دون الحاجة إلي خبير أجنبي.. ودون الحاجة إلي شهادة صلاحية أجنبية تحمل شعار "الجودة" أو خاتم "الأيزو". أثبت حسن شحاته ببساطته المعهودة أننا نستطيع.. وأننا قادرون.. إذا ما تهيأت لنا الظروف.. وأتيحت لنا الفرصة.. وتوفرت الإمكانيات.. نعم قادرون.. ولدينا من الإمكانات الذهنية ما يجعلنا نقف عند نفس المستوي الذي يقف عليه الخواجات دون عقدة نقص.. وأن نأتي بالنتائج التي يأتون بها.. ونتفوق عليهم.. ليس في كرة القدم فقط ولكن في باقي المجالات. إن الانجاز الذي سجله الكابتن حسن شحاته وأبناؤه لم يأت صدفة.. ولم يتحقق اعتباطاً.. وإنما جاء بالتخطيط والتدبير والدراسة والإصرار ووضوح الهدف وقوة الإرادة