أثارت موجة الهجوم التي قادها العلمانيون ضد حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر لكرة القدم بسبب تصريحاته التي أبرز فيها اعتماده التدين والتحلي بالأخلاق معيارا أساسيا في ضم اللاعبين إلى صفوف المنتخب، ردود فعل جاءت في معظمها مستنكرة لما اعتبرت محاولة لإضفاء الطابع العنصري على المدرب الذي قاد مصر إلى تحقيق إنجازات كروية غير مسبوقة على المستوى القاري. واستنكر حزب "مصر العربي الاشتراكي" الهجوم على شحاتة لأنه يستعين بالله في عمله، وناشد في بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه الشعب المصري بالوقوف ضد العلمانيين ورد الاعتبار للرجل الذي كان مصدر الفرح والسرور والفخر والاعتزاز للمصريين، وطالب اتحاد كرة القدم بالتصدي لمهاجمي شحاتة الذين اتهمهم الحزب بإشعال نيران الفتنة في كلامهم، وتقديم بلاغ إلى النائب العام ضد هؤلاء بتهمة السب والقذف وإثارة الفتنة وتعريض أمن واستقرار المجتمع للخطر. أما الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري فيرى أن ما يقوم به شحاتة من اختيار اللاعبين على أساس الالتزام الديني يرجع في الأساس إلى أن الملتزم دينيا لن يقدم على ارتكاب أفعال غير أخلاقية تضر بصحته، فالالتزام الديني مهم في اللاعب من اجل أن يكون اللاعب مخلصا وقويا داخل الملعب ومحافظا على صحته. ويري أن نظرة العلمانيين تجاه الأمر نظرة ضيقة لجهلهم بأن الالتزام من أعظم الأسس التي تؤدي إلي نجاح اللاعب، وإن الاستعانة بالله وطلب النصر والعون من الله من أهم أسباب وعوامل النجاح، وإن سجود العبد بعد النصر إنما هو سجود شكر مشروع، وبالتالي فان اعتراضهم ينم عن جهل وعلى حماقة منهم، ولو كان هناك تطبيق لشريعة الإسلام في مصر لحوكموا هؤلاء بتهمة ازدراء الأديان. وقال إن إظهار أي إشارة دينية من لاعب مسيحي لا يزعج أي مسلم إلى جانب أن اللاعب المسيحي الملتزم دينيا يحظى بنفس ما يحظى به اللعب المسلم من تزكية عند المدرب لأن هذا يصب في مصلحة الفريق. من جهته، أكد الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" أن من حق شحاتة التعبير عن مشاعره الدينية أو يدعو إلى الله سبحانه وتعالي فهذا من حقه تماما ونري في أمريكا اللاتينية هذه الأفعال تحدث دون أن يعلق عليها أحد، وكان اللاعب هاني رمزي عندما يدخل الملعب أو يسدد أهداف يقوم برسم الصليب بيده، وهذا لم يكن يحدث أي حساسية لدي المسلمين لان هذه هي قناعاته الدينية. لكنه في الوقت ذاته اعتبر حديث شحاتة بشأن تطبيق معيار التدين في اختيار اللاعب "كلام غير مناسب"، لأنه لابد أن تكون المعايير احترافية لها علاقة بكرة القدم والأكثر قدرة على العطاء وأن يكون التزامه داخل الملعب وخارجة هي مسألة إلزامية، لأن عدم التزام اللاعب أخلاقيا يؤثر وينعكس على مستواه وعطائه داخل المعلب وقدرته علي تنفيذ الخطط وتنفيذ خطط المدرب وهذا ما يجب فهمه من تصريحات حسن شحاتة.