العشوائيات.. كلمة ينطقها اللسان ويعجز أن يتحملها أي إنسان إنها المكان الذي لا يقبل أن يعيش فيه أي منا ولكن يعيش فيها من أمسنا حاجة، مكان تنتشر فيه الأمراض والجهل والبطالة، تاجر بها جميع السياسيين على مر الأزمان وتاجروا بأهلها واستغلوهم لمصالحهم الشخصية ومازال. وعدوا بتطويرها كثيرًا ولم يحركوا ساكنًا حتى لإطعام أهلها أو توفير الغطاء لسكانها تركوهم للعراء والبرد يأكل في أجسادهم الهزيلة وتتمكن منهم الأمراض. إن العشوائيات اسم يطلق على أماكن لا تخطيط فيها ولا تنظيم لا مباني ولا تقسيم موقع يشبه مكان تجميع مخلفات الإنسان عبارة عن بيوت من الصاج أو الأخشاب غير المتناسقة تحيطها القمامة من كل مكان تسمى "العشش" ولكن شكلها أفضل ما فيها وبداخلها أناس تعيش دون ماء أو غذاء أو حتى كساء لائق عيشة كريهة لا يستطيع تحملها سوى محتاج. مجموعة من المصريين البسطاء تجمعوا في هذه الأماكن وأقاموا فيها منذ سنوات عديدة لعدم وجود مأوى لهم والحكومات المتتالية المتعاقبة لا تشغل لها بالًا بل تكاد تكون لا تشعر بوجودهم فهم يعيشون عيشة بدائية جدًا قائمة على التبادل والقوة أي على قانون الغاب ومن سوء معيشتهم تغلبهم الأمراض. أعتقد أن مشكلة العشوائيات هي من أخطر المشكلات التي تواجه مصر ولذلك يجب أن نتساءل ...؟ لمصلحة من يظل مواطنون مصريون يعيشون على أرض مصر أصلهم ومنشأهم مصر بلد الحضارات قلب العرب عروس إفريقيًا دون أن ينالوا أبسط حقوقهم في العيشة الكريمة من مأكل ومشرب ومسكن؟ وما سبب عدم تغيير وضعهم على مر السنين؟ إنها مشكلة كبيرة بل معضلة إذا استطعنا حلها تطورت مصر سريعًا ولكن المشكلة تكمن في أن الدولة تعتبر العشوائيات جرثومة يجب التخلص منها وقتلها دون النظر إلى الطاقة البشرية الهائلة التي تحملت تلك الظروف الصعبة وحقها في العيش الكريم، ولم تقدم الحكومات المتعاقبة أي خدمة لسكان تلك المناطق وهنا تكمن المشكلة. ما هي وجهة نظر الحكومات في حل مشكلة العشوائيات؟ للأسف الحكومات ترى الحل في الهدم.... أي القضاء على العشوائيات بهدمها كما حدث في العديد من الأماكن سابقًا إلا أن الحل الحقيقي في البناء وليس الهدم فإذا أقدمت الحكومات على بناء عمارات سكنية بمساحات صغيرة في تلك العشوائيات وتقسيمها حسب أصحاب العشش وتكون تلك العمارات في نفس المناطق الموجود بها العشوائيات وتبنى بتلك المناطق مدرسة لخدمة أهلها ومسجد لتدعيم القيم الدينية وتقديم الخدمات والمرافق وإنشاء أسواق يعمل بها أهلها ويحصلون على قوت يومهم مع تقديم الخدمات بمبالغ رمزية ويسهم فيها رجال الأعمال أصحاب المؤسسات والشركات وتسمى كل منطقة باسم الشركة التي تتحمل تكلفة تطويرها كنوع من الإعلان والدعاية، وأن يقوم المسئولون باستخراج التراخيص والموافقات بسرعة دون تعقيد الروتين المعتاد. وبهذا نصل إلى تطوير العشوائيات وعمل دعاية للشركات، بالإضافة إلى توفير حياة كريمة للمواطن المصري صاحب الحق الأصيل في العيش على أرضه بسلام وأمان واستقرار. عاشت مصر دائمًا بلد الخير والأمن والأمان [email protected]