وصل الشيخ يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين غزة مساء اليوم عبر معبر رفح البري على رأس وفد من الاتحاد يضم 40 عالما من 14 دولة عربية واسلامية فى زيارة تضامنية تلبية لدعوة من حكومة حماس بغزة. وكان فى استقباله رئيس حكومة غزة اسماعيل هنيه واعضاء حكومته وقادة حركة حماس وبعض قادة الفصائل الفلسطينية واعضاء بالمجلس التشريعي. وقال وزير الاوقاف بغزة اسماعيل رضوان خلال استقباله الوفد ان هذه الزيارة جاءت تكسر الصار الدعوى والعلمى عن فلسطين وجاءت جاء دعما للمقاومة،مضيفا ان القراضاوى الذى أصل فكر الجهاد والمقاومة. ووصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" زيارة الشيخ القرضاوي بالتاريخية فيما اعتبرت تصريحات قيادات بحركة فتح وبعض الفصائل التابعة لها ضد الزيارة هي "تصريحات معزولة" لا تمثل إلا أصحابها. وقالت حماس "غزة تستقبل الشيخ القرضاوي استقبال الفاتحين وهذه التصريحات هي تكريس للانقسام واستقبال العلماء وحلفاء المقاومة أولى من استقبال قادة الاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني كما يجري في رام الله" وأعرب الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في لقاء عقده فور وصوله غزة مساء اليوم ،عن أمله في إنهاء الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة لوحدة الشعب الفلسطيني لمواجهة العدو الاسرائيلى. وقال القرضاوى إن الشعب الفلسطيني سينتصر حتما في حربه ضد الاحتلال الإسرائيلي لأنه صاحب الحق وعلينا جميعا أن ندعمه. وتابع "رفضت عرضا بتولي منصب المرشد العام للإخوان المسلمين لأنني أردت أن أكون مرشدا للأمة كلها ، ويجب إن نعمل جميعا لنصرة الإسلام ". واستذكر القرضاوى زيارته الأولى لقطاع غزة والتي كانت عام 1958 والقي خلالها محاضرة ،معربا عن سعادته بهذه الزيارة بعد خروج الاحتلال الإسرائيلي منها. وأضاف الشيخ القرضاوى "نجدد العهد جميعا مع أبناء فلسطين لتحرير هذه الأرض جميعا من الاحتلال" واعتبر ثورات الربيع العربي بالمنطقة بمثابة عهد جديد للأمة ، وقال إنها ستنصر على الطغاة والظلم وتحقق أمال شعوبها ،مضيفا "الثورة في سوريا ستتنصر إن شاء الله" ومن جانبه حيا إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة مصر وثورتها وقال "لولا هذه الثورة لما وصلت هذه الكوكبة من العلماء لغزة ،مضيفا أنها وصلت دون تصريح أو ختم إسرائيلي". ووصف هنية فى حديثه الشيخ القرضاوي بإمام الجهاد وشيخ الثورات العربية ،وقال انه موجود بيننا بخطبة وكتبه وتحريضه على الجهاد ضد الاحتلال. وخاطب هنيه وفد العلماء قائلا "انتم شركاء فى انتصار غزة على إسرائيل خلال الحرب الأخيرة ، انتم من وضع فقه الجهاد" واعتبر هنيه الزيارة خطوة أولى نحو تحرير القدس والأقصى من بوابة غزة . وفى كلمته قال عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق انه رغم الخلافات الداخلية فى بلدة و المؤامرات التى تحاك لتقسيم السودان إلى دويلات ، الا ان الشعب السوداني لم ينس القضية الفلسطينية ويقف معها قلبا وقالبا. من جانب آخر قوبلت زيارة القرضاوى تلك برفض شديد من بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فى مقدمتها حركة فتح . فقد وصف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول الزيارة بالمشبوهة لأنها تأتي من شخص مشبوه بمواقفه وفتاواه حسب قوله ، مشيرا الى حديث القرضاوي الذي دعا فيه الولاياتالمتحدة الأميركية وحلف الأطلسي للتدخل في الشؤون العربية. كما رفض وزير الأوقاف والشؤون الدينية فى حكومة رام الله محمود الهباش الزيارة ورأى أنها ضد مصلحة الشعب الفلسطيني ومن شأنها أن تعزز الانقسام وتهدف إلى إضفاء الشرعية على كيان الانفصال الذي تحاول حركة حماس إقامته في قطاع غزة. وأضاف هدف الزيارة في هذا التوقيت هو تعطيل جهود المصالحة التي تسعى إلى تحقيقها القيادة الفلسطينية بأسرع وقت ممكن. ومن جهته قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح زيدان إن زيارة القرضاوي إلى غزة تأتي في سياق سياسي وليس دينيا، مضيفا أنه لطالما استخدم الدين لأهداف سياسية بحتة، أهداف من شأنها أن تعزز الانقسام الفلسطيني وتكرسه وتعطيه شرعية باسم الدين.