الواقعَ المُؤلم والحالَ المُزري الذي تعيشه مصر في هذه الأيَّام، ومشاعرَ القلق والأسى والحسرة التي تعتصر نفوس كثير من المصريِّين على بلدهم وما آلت إليه الأوضاع فيها أمرٌ ليس به خفاءٌ على أحد ! والكُلُّ يجتهد في إظهار أسبابٍ منطقيَّة ومُبرِّرات مقبولة لوقوع كثير ممَّا حدث ويحدث، ولكنَّها لا تعدو في الغالب أن تكون أسبابًا خاصَّة قريبة وليست عللًا بعيدة تكشف الحقائق بشكل أعمق! وإنَّه ينبغي علينا اليوم أن نكون على قدر وافر من الشَّجاعة والمصداقيَّة ونُقرَّ بأنَّ السَّبب البعيد وراء ما تُعانيه مصر من صراع واضطراب وتخبُّط وما يترصَّدها من مخاطر وكوارث هو تآمر عدُوٍّ عنيد يُريد الكيد لهذا البلد وإسقاطه. فالبعضُ عن غفلة وسوء تقدير أخذ يُبالغ في نفي نظريَّة المُؤامرة واستبعادها كُليَّة فوقع في وهم كبير من الثِّقة بالذَّات والإفراط في الاطمئنان حتى إذا أيقظه وقع الكوارث أخذ في البحث عن الأسباب! وإنَّ الأمرَ العجيب المُدهش الذي يصدمك صدمة عنيفة ويُذهلك للغاية أنَّك تجد ما يحدث اليوم في مصر هو عين ما نصَّت عليه ( برتوكولات حكماء صهيون ) حيثُ معلومٌ أنَّ رءوس التَّآمر في العالم هم العصابة الصِّهيونيَّة المُتغلغلة بوكلائها ومُنظَّماتها في جميع الدُّول، والتي تعمل على الإفساد والتَّخريب وإشعال الحروب والعداوات بين الأمم ليُوقعوا البشريَّة كلها تحت سُلطانهم الدَّولي المُتمثل الآن في هيئات عالميَّة تبدو أنَّها ذات نفع للبشريَّة وهي في الحقيقة قناع لهم واستتار لسلطانهم الخفي إلى حين إعلانه مثل هيئات ( مجلس الأمن، الأممالمتحدة، وغيرها ) وقد استطاعوا فرض أمريكا على العالم قوَّة سياسيَّة وعسكريَّة عظمى ينطلق من خلالها مخطَّطهم بعد أن جعلوها وكر الصِّهيونيَّة الرَّئيسي! ومعلوم أنَّه في بداية القرن العشرين انكشفت الكثير من أسرار هذه العصابة الصِّهيونية وافتضح في العالم أمرُ مُخطَّطاتهم الكيديَّة الإجراميَّة حين سُرِّبت بعض الوثائق من مكاتبهم في فرنسا وترجمها العالم الروسي ( سرجى نيلوس ) وطبعها عام 1904.م باسم ( برتوكولات حكماء صهيون ) وحدث تتبُّع دائم لها من القوة الصّهيونيَّة وسحب لطبعاتها وحجر على نشرها وتصفية من يقوم على ذلك في أحداث معروفة ! وسوف أسوق لك كلمات بارزة من هذه البرتوكولات تؤكِّد لك يقينًا أنَّ ما يحدث اليوم في مصر هو تطبيق حرفي لما أراده بنا الأعداء ! يقولون في البرتوكول الأول ( ص 2 ) : ... إنَّ فكرة الحريَّة لا يُمكن أن تتحقَّق، إذ ما من أحد يستطيع استعمالها استعمالًا سديدًا، يكفي أن يُعطي الشَّعب الحكم الذاتي فترة وجيزة لكي يصير هذا الشَّعب رعايا بلا تمييز، ومنذ تلك اللحظة تبدأ المُنازعات والاختلافات التي سُرعان ما تتفاقم فتصير معارك اجتماعيَّة، وتندلع النِّيران في الدُّول ويزول أثرها كلَّ الزَّوال، وسواء أنهكت الدُّول الهزاهز الداخليَّة أم أسلمتها الحروب الأهليَّة إلى عدوٍّ خارجي فإنَّها في كلتا الحالتين تُعدُّ قد خربت نهائيًا كلَّ الخراب وستقع في قبضتنا، وإنَّ الاستبداد المالي- والمالُ كلُّه في أيدينا - سيمدُّ إلى الدَّولة عُودًا لا مفرَّ لها من التعلُّق به، لأنَّها إذا لم تفعل ذلك ستغرق في الُّلجَّة لا محالة! أليس هذا وصفًا دقيقًا لما يحدث في مصر اليوم وما تدفع إليه؟! ويقولون في البرتوكول الثَّالث ( ص15 ) : إنَّ كلمة الحرِّية تزجُّ بالمجتمع في نزاعٍ مع كل القوى حتَّى قوَّة الطَّبيعة وقوَّة الله، وذلك هو السَّبب في أنَّه يجب علينا حين نستحوذ على السُّلطة أن نمحق كلمة الحرِّية من مُعجم الإنسانيَّة باعتبار أنَّها رمز القوَّة الوحشيَّة الذي يمسخ الشَّعب حيوانات متعطِّشة إلى الدِّماء، ولكن يجب أن نُركِّز في عقولنا أنَّ هذه الحيوانات تستغرق في النَّوم حينما تشبع من الدَّم، وفى تلك الَّلحظة يكون يسيرًا علينا أن نُسخِّرها وأن نستعبدها، وهذه الحيوانات إذا لم تُعط الدم فلن تنام، بل سيقاتل بعضُها بعضًا. وقرَّروا كثيرًا أنَّهم يسعون لإشعال الصِّراع وإيقاد نار العداوة بين الشُّعوب وبين القوَّة الحاكمة لتدفع البلد إلى الانهيار. فيقولون بالنصِّ في البرتوكول العاشر (ص 34) : ... لابَُدَّ أن يستمرَّ في كُلِّ البلاد اضطراب العلاقات القائمة بين الشُّعوب والحكومات، فتستمرَّ العداوات والحروب والكراهية والموتُ استشهادًا أيضًا، هذا مع الجوع والفقر ومع تفشِّي الأمراض، وكُلُّ ذلك سيمتدُّ إلى حدِّ ألا يرى الأمميُّون أي مخرج لهم من متاعبهم غير أن يلجأوا إلى الاحتماء بأموالنا وسُلطتنا الكاملة، ولكنَّنا إذا أعطينا الأمَّة وقتًا تأخذ فيه نفَسَها فإنَّ رجوع مثل هذه الفرصة سيكون من العسير !!! وكُلُّه واضح جدَّاً لا يخفى على أحدٍ ولا حول ولا قوَّة إلا بالله ! إنَّ هذه القوة التي تقوم بالحرق وإشعال النِّيران في مؤسَّسات مصر ومُملكاتها العامَّة والخاصَّة وترفع شعار الحرِّية لتستر به التَّخريب والفوضى لا تخفى على أحدٍ ولا نعلم الحكمة في التَّغاضي عنهم ! إنَّهم الفئات الشيوعيَّة الأناركيَّة الذين يتخذون الفوضى والتَّخريب والحرق مبدأ ومنهجًا في العمل السِّياسي ويُعلنون ذلك لا يُخفونه، ويرون هدم أركان الدَّولة والتَّخلُّص من قيود السُّلطة أمرٌ لازمٌ من أجل إقامة حُكمهم الشُّيوعي الذي أرسى دعائمه ( كارل ماركس ) اليهودي الأصل، والذي يعنى شيوع الحكم بين الأفراد والمُنظَّمات الشعبيَّة وعدم الاعتراف بأيِّ سلطة للجيش أو الحكومة أو الدِّين! وهي المرحلة اللاحقة للاشتراكيَّة التي تعنى سيطرة الطبقة العاملة على وسائل الإنتاج بعد تحطيم الأرستقراطيَّة والتي تعرف بمرحلة ( ديكتاتوريَّة البرلوتاريا ) فهؤلاء الشيوعيُّون المنبثُّون في الحركات والأحزاب اليساريَّة المُختلفة هم الذين يُشاهدون دائمًا في معارك المولوتوف والنّيران والحرق المختلفة، فمنذً حريق القاهرة في 26 يناير عام 1952.م وأحداث نوفمبر 1977.م إلى حريق مصر العامَّ في 28 يناير أيضًا عام 2011.م والذي أقرَّ فيه بعضهم بحرق الأقسام ومديريَّات الأمن ومقارَّ الحزب الوطني، مفتخرين بذلك وصفَّقنا لهم على هذا الإتلاف والفساد ! ثمَّ جاء حريق المجمع العلمي والمحاولات الدائمة لحرق وزارة الدَّاخلية ووزارة الدفاع وقصر الرِّئاسة، وما حدث مؤخرًا في نادي الشُّرطة واتِّحاد الكرة ثمَّ أحداث عبد المنعم رياض الجمعة الماضية، ومعهم في كُلِّ ذلك أهل البلطجة والسَّرقة والإجرام يُحصِّلون بُغيتهم، ولا يقفُ لكلِّ هؤلاء أحد، وحسبُنا اللهُ ونعم الوكيل !