"الشعب": تعنت شديد مع السلطة.. "الوفد": سيكون أداة ضغط حقيقية.. "الحرية والعدالة": إفلاس سياسي أثارت دعوة جبهة الإنقاذ لتشكيل برلمان شعبي موازٍ من داخل الأحزاب المشكلة للجبهة، جدلاً واسعًا في الشارع السياسي، حيث اعتبرتها القوى الإسلامية نوعًا من الإفلاس السياسي، فيما رحبت التيارات الليبرالية بالفكرة واعتبرتها خطوة لكشف ممارسات النظام وتكوين صوت قوي للمعارضة فى وجه النظام. وقال الدكتور مختار غباشى، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الدعوة لتشكيل برلمان موازٍ، هو نوع من الفلس السياسي وذلك لعدة أسباب في مقدمتها صعوبة تنفيذ القرارات ومدى تطبيق هذه القرارات في الشارع إضافة إلى ما هو السند القانوني لهذا البرلمان وكيفية اختيار أعضائه، مشيرًا إلى أن مثل هذه الممارسات تهدف فقط إلى الشو الإعلامي. وتساءل غباشي من يقف وراء هذا البرلمان، خاصة أن هذا البرلمان الموازي لا يمت بصلة للشارع، حيث إنه نوع من تعبير قوى المعارضة عن الضيق من النظام الحالي، حيث إنها غير قادرة على توصيل رسالتها.
وقال الدكتور خالد سعيد، رئيس حزب الشعب الذراع السياسية للجبهة السلفية، إن فكرة البرلمان الموازي نوع من التعنت الشديد مع السلطة، مشيرًا إلى أن قوى المعارضة لم تستطع الوصول إلى السلطة عن طريق الانتخابات الشرعية والنزيهة فيحاولون الآن الوصول إليها بشتى الطرق سواء كانت قانونية عن طريق تشكيل حكومة موازية أو شرطة موازية فهم يتحركون في دائرة وحلقة مفرغة ويريدون أن يصلوا إلى السلطة ولديهم طمع شديد للوصول إليها سواء بالقانون أو من غير القانون. وأضاف، أننا على بعد خطوات من الانتخابات البرلمانية وبعدها تشكيل الحكومة من الأغلبية البرلمانية وفق نصوص الدستور، مشيرًا إلى أنهم يزعمون أن التيار الإسلامي فقد مصداقيته وشعبيته في الشارع إذًا مِن الأولى أن يشكلوا مجلس النواب الحقيقي وليس مجلسًا موازيًا. ويرى السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق وأمين المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن ما تقوم به جبهة الإنقاذ من تكوين برلمان موازٍ هي خطوة سياسية مطلوبة في الوقت الحالي حتى يستطيع الشارع المصري أن يحكم ويقيم جبهة الإنقاذ بصفة خاصة والمعارضة بصفة عامة. وأضاف الأشعل أنه لابد أن يقدم البرلمان الموازي بدائل حقيقية للإصلاح حتى يستطيع أن يكون له تواجد في الشارع وتمثيل قوي، ويجب أن تقدم جبهة الإنقاذ برامج عملية وبرامج قوية يشعر بها الشارع. فيما أكد الدكتور حاتم الأعصر، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الهدف الرئيس من مجلس النواب الموازي هو محاولة توصيل الصورة التي تجري في مصر بشكل صحيح للرأي العام العالمي والمحلي، مشيرًا إلى أنه سيكون برلمانًا يتكون من أطياف متعددة ومختلفة على أساس الخبرة وليس من أهل الثقة. وأضاف الأعصر أن البرلمان الموازي سيكون أداة ضغط حقيقية على النظام الحالي وسيكون محطة كشف لكل ما يدور في البلاد. وقال محمد عبد الفتاح، أمين حزب "الحرية والعدالة" في محافظة أسوان، إن هذه الدعوة ما هي إلا خروج عن المؤسسية وعن الشرعية وهي نوع من الإفلاس السياسي، مؤكدًا أنها لا وزن لها ولا قيمة، حيث إن جبهة الإنقاذ لجأت إلى الإضرابات والمظاهرات ولم تنجح. في سياق متصل، اعتبرت مارجريت عازر، السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار أن الفكرة لا فائدة منها، مشيرة إلى أن دور البرلمان الموازى الحقيقي غير مفهوم فهل سيسن القوانين أم لا ومن هم أعضاؤه، مشيرة إلى أنه من الأفضل القيام بإعداد بعض جداول وخطط المشروعات ويتم تقديمها إلى مجلس الشورى. وأشارت سكرتيرة حزب المصريين الأحرار إلى أن الأولى من عمل هذا المجلس أن تقوم جبهة الإنقاذ بإعداد لجان فى كل المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية لتكون بديلاً قويًا للنظام.