وضعت ثورة 25 يناير دستوراً جديداً يحدد ملامح العلاقة بين المصريين بعضهم البعض حيث خرج الشباب من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بأفكار كثيرة تهدف جميعها لتغيير السلوكيات الاجتماعية السلبية رافعين شعارات مثل "لا للرشوة ولا للتزوير ولا للوساطة ولا للبلطجة" وقد لاقي نشاطهم علي الإنترنت قبولاً كبيراً من عامة الشباب الذين رفعوا هذه الشعارات وعلقوها في الشوارع والميادين فعند التجول في ميادين القاهرة والمحافظات سنجد هذه الشعارات في كل مكان. علي واجهات المحال التجارية والمنازل وفي المواصلات العامة وهناك من يقوم بتوزيعها في منشورات علي المارة. ولم يقتصر الأمر علي مجرد شعارات يتم ترديدها هنا أو هناك بقدرما تمثل روحاً جديدة رسختها ثورة 25 يناير تدعو إلي ثورة أخلاقية تهدف الي تغيير سلوك المواطنين في الشارع وفي العمل ومن منطلق مسئوليتنا تجاه المجتمع وحتي نتصدي لمن يحاول أن ينشر في أرض مصر الفساد وألا نترك الآفات التي منعتنا من التقدم لعقود طويلة تأكل مصر الجميع الآن يعيش حالة استنفار، وإما أن تظهر أفضل الصفات أو أسوا الصفات، ويجب أن يتمتع الجميع بالقدرة علي تقبل الرأي الآخر، وأن تعمل الثورة علي إظهار الصفات الإيجابية التي نحتاجها لتنعكس علي سلوكيات الناس وتعاملاتهم في الشارع مثل الحملات التي تعمل علي تنظيف الشوارع، والقضاء علي السلبيات التي مازالت منتشرة مثل التحرش الجنسي والكذب والعنف، وهذا يحتاج إلي التطهر من هذه السلبيات لأنها لن تكون مقبولة في الفترة القادمة،خاصة مع استقبال حياة جديدة خالية من الفساد وتتسم بالديمقراطية الشخصية المصرية يجب ان تتلاشي بها الصفات السلبية مثل الطمع والجشع والبلطجة، حتي لاتتحول الي فوضي وعلينا الفترة القادمة تأهيل المجتمع لتقبل التغيرات، ومع المرحلة الانتقالية نتمني ان تكون ثورة اصلاح بعدم التخريب وعدم السرقة وعدم الهمجية وان يساعد المواطنون في عودة جهاز الشرطة حتي لا يؤثر علي استقرار البلد والا يكون الاعتصام علي مطالب فئوية وشخصية، وأن تكون المدينة الفاضلة هي الهدف الاساسي واحترام خصوصيات المواطنين، و نتمني الا يحكمنا قانون الغابة ان ماحدث في السلوك المصري هو تحول لأن الأحداث منحت المواطنين طاقة، وهذه المرحلة تعد لحظات فارقة في تاريخ الشخصية المصرية، ان الثورة اعادت للمصريين اصالتهم والكل حريص علي المساعدة والمشاركة وهناك حالة من توحد التفكير والاهداف بين المصريين حيث كانت كل الأطياف والاتجاهات علي قلب واحد من الفئات ساهمت بشكل فعال في انتشار سلوكيات اجتماعية سيئة للغاية كالرشوة والمحسوبية والوساطة، ولكن هناك اكثر من اتجاه بالشارع الآن فهناك حالة من التفاؤل والطموح لتغيير الواقع الذي نعيشه وتطوير نمط الحياة والتطلع إلي حياة افضل وتغيير سلوكيات الناس بالشارع ونشر القيم الإيجابية لتتناسب مع المرحلة الجديدة التي نعيشها موضحا ان غياب المؤسسة الأمنية عن الشارع خلقت الكثير من المشاكل. وحالة من الفوضي وهذا يحتاج إلي عودة الأمن والتغلب علي سلوكيات المعيبة والالتزام بأداب الحوارفى الحقيقة ان تعاظم النشر عن مليارات المسئولين السابقين تخلق حالة من العصيان والتمرد ويؤدي إلي تزايد الطموحات الفئوية وعدم شعور المواطنين بالرضا الوظيفي وحدوث انفلات اداري، ذلك من اولويات الفترة القادمة تحقيق العدالة الاجتماعية مهارات التغير إن ما يحدث من تغييرات مذهلة من حولنا أمر واقع لا يمكن تفاديه وانه من المستحيلات أن يعود الزمن والمجتمع الذي نعيشه إلى الوراء مرة أخرى أو أن تبقى الحياة على إيقاعها الهادئ. وتتسارع عملية التغيير في حياتنا المعاصرة كمثل الأمواج الهائجة، فالبعض تصدى لهذه الأمواج فكان ضحية لها، والبعض استطاع أن يركب الموجة ويستفيد من قوة الموج فأصبح مستفيدًا من التغيير. لقد بدأت موجات التغيير، ولم تعد هناك فترة للاستقرار لأخذ الراحة واسترداد النفس، ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نتعلم كيفية التعامل مع هذه المتغيرات ونطوعها لخدمتنا. لا شك أنك تعرضت للتغيير، سواء كان من قريب أو من بعيد؛ في منزلك أو عملك أو ربما في ذاتك، فأنت عرضه للتغيير شئت أم أبيت، وليست المشكلة في حدوث التغييرات إنما المشكلة تكمن في كيفية الاستجابة والتعامل مع هذه التغيرات، وهذا ما يعرف بمهارات التغيير. وليس من المهم أن يكون لديك مهارات التغيير، يقدر اهمية أن يكون لديك الرغبة في إحداث التغيير والاستفادة منه في الحياة. فالرغبة هي القوة الموجودة في كل واحد منا، وهي تنتظر حتى تقوم من هدوئها ، لنستمتع بالحياة ونعيش وكأننا نولد من جديد كما تولد الفراشات. ولكن هنالك بعض الحواجز التي تغلف هذه القوة وتمنعنا من الوصول إليها، فالحل يمكن بالإيمان بوجود قوة التغيير في أعماقنا، وأن نثق ثقة مطلقة بأننا ستصل إلى هذه القوة. ونكون بذلك قد قطعنا نصف الطريق نحو التغيير. ويمكن الحصول على هذه الثقة بأن نقنع أنفسنا بأننا ستتغير فالله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ولنضع لأنفسنا منهجية وخطة عمل بعنوان ثورة تصحيح لننتقل مما نحن فيه الى ما نرغب ان نكون عليه حيث واقع الحياة المعاصر تتلاطم فيها أمواج التغيير، وقل عنصر الاستقرار يتطلب منا التعلم واستيعاب الجديد، وكيفية التعامل معه بطريقة تحقق اهدافنا طالما أنك على قيد الحياة فسوف تعايش التغيير شئت أم أبيت، وقد تمر بمراحل تغيرات سواء متتابعة أو متداخلة، المهم أنك تدرك أن عملية التغيير ليس لها نهاية أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]