الرئيس مرسي "وعد" الشعب في عيد العمال بأنه لن تباع أية شركة حكومية من الآن، وهو "وعد" قد يكون قيد الاختبار هذه الأيام. مصر باعت أكثر من 244شركة قطاع عام، في عهد الرئيس السابق، وبخسارة قدرها 106 مليارات دولار وذلك بحسب تقديرات غربية نشرت في "الواشنطن بوست" في 21 /10/2011.. وذلك استجابة لطلب من صندوق النقد الدولي. اليوم القيادة السياسية تستجدي صندوق النقد، من أجل قرض قيمته 4,8 مليار دولار.. فيما لا تتحدث الحكومة عن شروط الصندوق.. لا تتحدث عن "المقابل" الذي يغري الصندوق ليرق قلبه لها ويستجيب لاستجدائها الذي بلغ مبلغ "التسول". من المعروف أن مكتب المحاماة الأمريكي اليهودي، "بيكر آند ماكينزي" فرع القاهرة الذي يديره المحامي الشهير د. أحمد كمال أبو المجد وشركاه من أصدقاء مبارك هو الذي تولى إدارة عمليات بيع القطاع العام، وتوزيعه على "محاسيب" عائلة الرئيس المخلوع.. وهم ثلثهم الآن في "طرة" والثلث الثاني هاربون في الإمارات ولندن، والثلث الأخير لا يزال يرفل في نعيم السلطة الجديدة التي جاءت بعد الثورة. للتذكرة.. فإن "أبو المجد" تنقل اليوم من الاستمتاع بدفء مبارك.. ليتفيأ ظلال جنات "الاتحادية" وبات أحد أقرب "المستشارين" للرئيس المنتخب.. بل جامله الأخير بأكثر من 20 مليار جنيه في أرض "العياط".. وهي القصة التي نشرت تفاصيلها "المصريون" منذ أسابيع قليلة مضت. المفارقة هنا.. أن رئيسة صندوق النقد الدولي حاليًا "كريستين لاجارد".. هي ذاتها التي كانت تشغل منصب رئيس مكتب "بيكر آند ماكينزي" الذي باع البلد برخص التراب لرجال مبارك الفاسدين مقابل عمولات مالية بلغت نحو17 مليار جنيه.. فهل نتوقع سيناريو مغايرًا نظير القرض الذي تطلبه منها مصر حاليًا؟! لم يبق في مصر إلا 117 شركة قطاع عام.. والرئيس مرسي أشار في عيد العمال ما يعني أن بيعها "على جثته"!!.. فماذا يملك الرئيس غير تلك الشركات ليملأ بها عين "لاجارد" التي باع مكتبها في القاهرة "بيكر آن ماكينزي" الجزء الأكبر من القطاع العام المصري ب 9 مليارات دولار فقط في حين كان قمتها الحقيقية 125 مليار دولار؟! السيرة الذاتية لمكتب "بيكر آند ماكينزي" معروفة.. ومع ذلك التف الأخير مجددا عبر بوابة د. أحمد كمال أبو المجد.. ليلف "حبله الناعم" حول رقبة الرئيس مرسي.. فيما يستسلم له الأخير.. ويسلمه مفاتيح الاتحادية.. وكذلك "أجندته" الاقتصادية.. مع نزعة متنامية نحو توزيع الكعكة على "محاسيب" الإخوان.. بدلًا من محاسيب مبارك. [email protected]