بعد خطاب الرئيس مبارك الأخير، والذي أبرق خلاله رسالة "ضمنية" إلى الكنيسة المصرية، ملمحا إلى تورطها في إثارة الفتن الطائفية، كتب الزميل الأستاذ محمد على إبراهيم افتتاحية الجمهورية، محملا البابا شنودة صراحة مسئولية هذا الشغب الطائفي القبطي، والذي بلغ حد "عض" اليد التي أحسنت إليهم، حين قاد القساوسة التابعون للبابا شنودة مظاهرات الإساءة إلى الرئيس الذي شهدوا في عصره "تدليلا" و"تدليعا" غير مسبوقين، متهما البابا باتباع سياسة "توزيع الأدوار" بينه وبين قساوسته: هو يثني على الرئيس في الداخل.. وهم يشتمونه في الخارج.. البابا يرفض استقبال لجنة الحريات الدينية الأمريكية في القاهرة.. ورجاله المعينون من قبله، يطالبون بغزو مصر عسكريا من الخارج. محمد على إبراهيم.. لم يصدق "مسكنة" البابا وادعائه أنه "ملوش دخل" فيما فعله قساوسته في الخارج.. لأن البابا معروف عنه "قسوته" على كل من لا يروق له أو خالف سياسته أو تحداه: فقرارات الشلح والتكفير وعدم الصلاة عليه جاهزة ولا يمكن أن تنسى الذاكرة ما فعله مع القس الراحل إبراهيم عبد السيد، والذي حرم عليه الصلاة بعد وفاته لمجرد أنه وضع كتابا تساءل فيه عن "أموال الكنيسة".. لا ننسى صنيع البابا مع د. نظمي لوقا لكتاباته المنصفة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.. ولن يمحى من الذاكرة مشهد أرملته الكاتبة الصحفية "صوفي عبدالله" وهي تحمل جثمانه كعب داير على الكنائس كلها للصلاة عليه.. ولم تقبله أية كنيسة نزولا عند "آوامر" البابا عقابا للراحل الكبير على كتابه "محمد الرسالة والرسول".. وهو ذات صنيع البابا مع الراحل الكاتب الصحفي البارز موسى صبري عقابا له على كشف دور الكنيسة في أحداث الطائفية في عهد الرئيس السادات.. فيما لم يسلم منه البابا مكسيموس الذي يضطهده البابا شنودة دينيا وقضائيا بسبب مواقفه الإصلاحية وشعبيته التي تتسع يوما بعد يوم. بالمنطق وبالعقل لا يمكن أن تكون تصرفات قساوسة البابا شنودة في الخارج تصرفات "مستقلة" عن إرادة كاتدرائية العباسية، فيما تحتفظ الأخيرة لنفسها بيد "باطشة" تثير الفزع والخوف في قلوب كل من يفكر مجرد التفكير في أن يخالف لها أمرا أو أن يتصرف وحده بدون الرجوع إليها.. لعبة الكنيسة إذن كشفت ولن ينطلي على أحد "حركات" المسكنة والظهور بمظهر ديني وديع ومسالم وصوفي وزاهد في الزعامة السياسية .. فالصور التي شاهدناها ونقلت لنا حشود قساوسة البابا في العواصمالغربية وهم يتظاهرون ضد البلد لا يمكن أن تكون "طقة دماغ" بدون ضوء أخضر أو ترتيب من كنيسة القاهرة.. المسألة لم تعد تحتاج إلى أدلة وأسانيد.. هو أعفونا مؤنة البحث عنها.. قدموها بارادتهم واختيارهم.. ولم يتبق إلا القرار السياسي بمعاقبة المحرضين على الفتنة أعداء السلام والأمن والطمأنينة والذين يكرهون المصريين أقباطا ومسلمين ولا يعنيهم إلا شهواتهم وجيوبهم وكروشهم وشكلهم على الفضائيات.. لم يتبق إلا قرار محاسبة رؤوس الفتنة.. وعسى أن يكون قريبا. [email protected]