أعلن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف أن دولة الإمارات تقدمت بهذا الشكل الكبير لأن قادتها يملكون رؤية وهدفا، وأنها تعرف ما تريد ولديها عقول تعمل على البناء والتنمية المستدامة وتحقيق الأمن والرفاهية لشعبها الكريم، حيث إن الله حباها بالخير الكثير، متوقعا أن تشهد الدولة مزيدا من التقدم ليس سنة بعد سنة بل ستكون مرشحة للتقدم يوما بعد يوم. وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذي عقده الدكتور الطيب مساء اليوم، في اطار زيارته الحالية للإمارات وأوردته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، معربا فيه عن شكره وتقديره لدولة الإمارات حكومة وشعبا لتكريمه بجائزة الشيخ زايد للشخصية الثقافية للعام الحالي. ونفى شيخ الأزهر أن تكون زيارته للإمارات سياسية، وقال " أنا كشيخ للأزهر لا اعرف السياسة لأنني أحمل هموم الأوطان العربية والإسلامية وأحمل رسالة الوحدة بكل الدول ليعم السلام والأمن العالمي". وأكد شيخ الأزهر أن تكريمه هو تكريم للتعليم الأزهري الوسطى ومنهج الاعتدال الذي يسير عليه الأزهر الشريف منذ إنشائه وحتى الأن، معربا عن اعتزازه بهذا الاختيار وعن شكره للقائمين على الجائزة. وقال الدكتور الطيب: "إن جامعة الأزهر تضم نحو 450 ألف طالب من أكثر من 106 دولة قدموا من مختلف البلدان والثقافات ليستوعبهم الأزهر الشريف ويعلمهم منهج الوسطية". وحول مشروع انشاء مكتبة للحفاظ على كتب ومخطوطات الأزهر وبدعم من الإمارات، اشار إلى أن المشروع سيتم تنفيذه بالفعل، حيث تم اختيار الموقع وقطعة الأرض التي سيتم تشييد المبنى عليها وقام وفد من وزارة شؤون الرئاسة في دولة الامارات بمعاينة المكان حيث يجرى اعداد المخطط لتنفيذ المكتبة التي من المقرر أن تضم 50 ألف مخطوط يعود تاريخ بعضها إلى ألف عام. وقال الطيب ردا على سؤال يتعلق بمركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها والذي تلقي دعما سخيا من دولة الإمارات ان المركز متواجد في قلب جامعة الأزهر ويحمل اسم "مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها" يؤدي رسالة نبيلة للإسلام والمسلمين في العالم كله". وعبر الأمام الأكبر شيخ الأزهر عن سعادته بزيارة جامعة زايد ومركز تحفيظ القران في ابوظبي لما لمسه من تطور وتوظيف التكنولوجيا لخدمة القران والفتوى والمساجد وأمور الحج. وأشاد فضيلته بمشروع "كلمة" الذي تنفذه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والذي نجح في ترجمة 785 كتابا في مختلف الثقافات وقال انها خطوة جبارة للتقدم العلمي والثقافي والفكري . وحول لقاء الفريق أول الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع فضيلته بمقر إقامته بقصر الإمارات عبر فضيلة الإمام الاكبر عن سعادته البالغة بهذه الزيارة التي تجسد قيم احترام العلماء .. لافتا إلى أن الزيارة كانت ودية وتم خلالها استعراض ومناقشة قضايا الإسلام والمسلمين في الدول العربية والاسلامية. وأشار فضيلته إلى أن الشيخ محمد بن زايد قائد واع ومطلع على كل ما حولنا من قضايا وأحداث عربية وإقليمية.