والد الشهيد: "منهم لله حرموني من نور عيني".. ووالدته: "مين هيسأل عليّ تاني" شيع الآلاف من أهالي قرية الكيلانية والقرى المجاورة لها بمركز فاقوس جثمان ابن بلدتهم الشهيد الملازم أول محمد أحمد ثابت الضابط بمديرية أمن شمال سيناء، والذي دفع حياته برصاص الغدر من قبل مسلحين أثناء قيامه بالمشاركة فى تفقد الحالة الأمنية بطريق نخل، حيث قام مسلحون بإطلاق أعيرة نارية على القوات أسفرت عن استشهاد الضابط وإصابة عريف شرطة. "المصريون" شاركت أهالي القرية التي اتشحت بالسواد، والتقت بأسرته وأقاربه وفاضت عيناهم بالدموع حزنًا على فراق الابن الوحيد للأسرة، حيث قال والده أحمد السيد ثابت موظف ودموعه لا تفارق عيناه "العوض على الله فقدت ابني الحيلة وأحتسبه عند الله من الشهداء" منهم لله الذين حرموني من نور عيني وأملي الوحيد في الدنيا ولم أصدق حتى الآن فراق أعز الناس إلى قلبي. وأضاف الأب المكلوم مين هيسأل عليّ بعد محمد لقد كان دائم الاتصال بي ووالدته يوميًا للاطمئنان علينا وكانت آخر مكالمة معه قبل استشهاده بساعة واستمرت المحادثة لمدة طويلة طمأنني فيها علي نفسه وأبلغني أنه نازل إجازته اليوم للتوجه لخطبة إحدى الفتيات وكان سعيدًا بذلك ولكن القدر لم يمهله وسكن منزلنا الحزن بدل الفرح بعد أن سرق البلطجية فرحتنا ولابد من القصاص وألا يمر هذا الحادث المروع مرور الكرام وأن تكون هناك وقفة مع الخارجين على القانون الذين يقتلون أولادنا. أما والدته عزة عبد المنعم فظلت تصرخ بأعلى صوتها بين نساء القرية بمنزلهم "محمد راح يا جماعة آه يا حبيب قلبي ونور عيني ما عدتش هأسمع صوتك ولا أشوفك تاني العوض علي الله". وقالت إن محمد هو الابن الوحيد وآن آخر لقاء معه كان الاثنان قبل الماضي وبعدها سافر إلى عمله وتلقت منه اتصالا قبل وفاته بنصف ساعة وكأنه يودعها لتكون المكالمة الأخيرة لا فتة إلى أنها عندما عرفت بالخبر لم تصدق حتى الآن رحيل أجمل شيء في حياتها ولابد من تخليص الوطن من أيادى الشر الذين يعبثون به ليل نهار. وأضاف عمه المهندس محمد ثابت، وهو يبكي بحرقة، أن ابن شقيقه الوحيد طلب منه البحث عن عروسه وبالفعل وجد بنت الحلال له وكان مقررًا زيارة أسرتها عقب نزوله إلا أننى فوجئت باتصال تليفوني من شقيقي والد الشهيد وهو يبكى "محمد مات يا محمد وقتها لم استطع تمالك نفسي وسقطت من الصدمة وانتابتني حالة من البكاء واحتسبه عند الله من الشهداء". وأشار نزيه محمد من أقارب الشهيد إلى أن محمد من الشباب الطيب والمعروف عنه الشهامة ويتمتع بسيرة طيبة وينال حب الجميع وأهل القرية في حالة حزن صارخ على رحيل ابن بلدتهم. وأضاف محمود نصر، جار الشهيد، أن محمد كان قدوة لشباب القرية ولم يتأخر عن أي شخص ودائمًا ساعيًا للخير وصدمنا بما حدث ولم نصدق حتى الآن رحيل زهرة شباب القرية. يذكر أن جثمان الشهيد قد وصل إلى القرية منتصف ليلة أمس وسط حشود من الآلاف من الأهالي ورجال الشرطة يتقدمهم اللواء محمد العزبي حكمدار المديرية ولفيف من الضباط، وقام والد الشهيد بدعوة الأهالى المشيعين إلى الانتظار دقائق لتكون آخر لقاء مع ابنه قبل تشييع الجثمان بمقابر القرية.